عمال خمس شركات بين الاستقالة والموت!

عمال خمس شركات بين الاستقالة والموت!

أظهرت‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬الخاصة‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬الأضرار‭ ‬المباشرة‭ ‬وغير‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة،‭ ‬والتي‭ ‬سببت‭ ‬بتقديم‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬استقالاتهم

قد‭ ‬بلغت‭ ‬336‭ ‬مليار‭ ‬ليرة‭ ‬منها‭ ‬أضرار‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬230‭ ‬مليار‭ ‬ليرة‭ ‬وأضرار‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬نحو‭ ‬106‭ ‬مليارات‭ ‬ليرة‭ ‬حسب‭ ‬القيمة‭ ‬الدفترية‭ ‬فيما‭ ‬القيمة‭ ‬الفعلية‭ ‬تتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬وهذا‭ ‬الرقم‭ ‬هو‭ ‬تقديري‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬والمنشآت‭ ‬لوقوعها‭ ‬ضمن‭ ‬المناطق‭ ‬الخطرة‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تشتد‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الاشتباكات‭.‬
وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬دعت‭ ‬مديري‭ ‬المؤسسات‭ ‬الى‭ ‬إتباع‭ ‬طرق‭ ‬حساب‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بمعامل‭ ‬وشركات‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬الميداني‭ ‬لهذه‭ ‬الأضرار،‭ ‬ووضع‭ ‬القيم‭ ‬الدفترية‭ ‬والاستبدالية‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬احتساب‭ ‬الأضرار‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬النفقات‭ ‬الثابتة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الربح،‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬إدارات‭ ‬المؤسسات‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬وبشركاتها‭ ‬وفق‭ ‬الأسس‭ ‬الموضوعة‭ ‬وحسابها‭ ‬ماليا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وإنجاز‭ ‬ذلك‭ ‬بالسرعة‭ ‬القصوى‭.‬
من‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬رد‭ ‬نبيل‭ ‬المفلح‭ ‬رئيس‭ ‬نقابة‭ ‬عمال‭ ‬الصناعات‭ ‬الكيماوية‭ ‬بدمشق‭ ‬قوياً‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬ليس‭ ‬لعدم‭ ‬تجاوبها‭ ‬لمطالب‭ ‬أي‭ ‬شركة‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬وعدم‭ ‬رصدها‭ ‬للاعتمادات‭ ‬الخاصة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لانطلاقتها‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬حتى‭ ‬لأبسط‭ ‬المطالب‭ ‬العمالية‭ ‬من‭ ‬الطبابة‭ ‬والمزايا‭ ‬التشجيعية‭ ‬كالوجبة‭ ‬الغذائية‭ ‬واللباس‭ ‬المجاني‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬النقابة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المكتسبات‭.‬‏
واستغرب‭ ‬المفلح‭ ‬من‭ ‬تهرب‭ ‬الوزارة‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدة،‭ ‬وذلك‭ ‬بضرورة‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الممكنة‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬والمادية‭ ‬والبشرية‭ ‬للشركات‭ ‬الصناعية،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الهدر‭ ‬وتخفيض‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬وزيادة‭ ‬المردود‭ ‬والإنتاجية،‭ ‬وتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬المنتج‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمواصفات‭ ‬المطلوبة‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬بكافة‭ ‬أشكاله‭ ‬وصوره،‭ ‬ووضع‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬للشركات‭ ‬المتوقفة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‏‭.‬
وكشف‭ ‬المفلح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬تطرح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مؤتمر‭ ‬نقابي‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬تعقدها‭ ‬النقابة‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تبقى‭ ‬حبراً‭ ‬على‭ ‬ورق‭.‬
من‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬التابعة‭ ‬للمكتب‭ ‬هي‭ ‬خمس‭ ‬شركات،‭ ‬وأولها‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬تاميكو‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬متوقفة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬الأمنية‭ ‬وتعرضها‭ ‬لعمليات‭ ‬تخريب‭ ‬وسرقة‭ ‬لممتلكاتها‭ ‬ولبعض‭ ‬المواد‭ ‬الأولية،‭ ‬وحالياً‭ ‬يتواجد‭ ‬عمال‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬معمل‭ ‬الأدوية‭ ‬البيطرية‭ ‬مما‭ ‬اضطر‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬استقالاتهم‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬250‭ ‬عاملاً‭ ‬وعاملة،‭ ‬وحالياً‭ ‬تقوم‭ ‬الشركة‭ ‬بنقل‭ ‬بعض‭ ‬خطوط‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلى‭ ‬معمل‭ ‬الأدوية‭ ‬البيطرية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خطوط‭ ‬الكبسول‭ ‬والأقراص‭ ‬والمراهم‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬شرقي‭ ‬وقريباً‭ ‬ستعمل‭ ‬هذه‭ ‬الأقسام‭ ‬في‭ ‬معمل‭ ‬‮«‬الأدوية‭ ‬البيطرية‮»‬‭.‬‏
أما‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬سار‭ ‬للمنظفات‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬تعرضت‭ ‬لعمليات‭ ‬سرقة‭ ‬وتخريب،‭ ‬وحالياً‭ ‬العمل‭ ‬فيها‭ ‬متوقف‭ ‬بشكل،‭ ‬والعمال‭ ‬موزعون‭ ‬وتم‭ ‬تحديد‭ ‬مواقع‭ ‬عمل‭ ‬لهم‭ ‬حسب‭ ‬مناطق‭ ‬سكنهم،‭ ‬وأما‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭ ‬فهي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬‮«‬المؤسسة‭ ‬الكيميائية‮»‬‭.‬‏
شركة‭ ‬‮«‬دهانات‭ ‬أمية‮»‬‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مقبول‭ ‬وتستطيع‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬عمالها‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬منتجاتها،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬بالمنطقة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬مما‭ ‬يعرقل‭ ‬العملية‭ ‬الإنتاجية‭.‬
شركة‭ ‬‮«‬الكبريت‮»‬‭ ‬العمل‭ ‬متوقف‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وبعض‭ ‬العمال‭ ‬مفروزون‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬نقل‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬أخرى،‭ ‬والباقي‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬حوالي‭ ‬140‭ ‬عاملاً‭ ‬وعاملة‭ ‬متواجدون‭ ‬في‭ ‬الشركة‭.‬
أما‭ ‬‮«‬الشركة‭ ‬العامة‭ ‬للصناعات‭ ‬الزجاجية‮»‬،‭ ‬فالعمل‭ ‬متوقف‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬والوضع‭ ‬الأمني‭ ‬بمقر‭ ‬الشركة‭ ‬متوتر،‭ ‬ما‭ ‬يضطر‭ ‬بعض‭ ‬العاملين‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الاستقالات‭.‬
ومشروع‭ ‬الفلوت‭ ‬الزجاج‭ ‬المسطح،‭ ‬فالعمل‭ ‬متوقف‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬مدة‭ ‬العقد‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬وتم‭ ‬تبرير‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الوصائية،‭ ‬والعاملون‭ ‬بانتظار‭ ‬إعادة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المشروع،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لدوام‭ ‬العاملين‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬لتوزيع‭ ‬العمال‭ ‬حسب‭ ‬رغباتهم‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬خطية‭.‬‏
السؤال‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬غير‭ ‬إسعافية‭ ‬لجميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬وإلى‭ ‬متى‭ ‬سيظل‭ ‬العامل‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬‮«‬سوف‮»‬‭ ‬المحببة‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية؟‭!!.  ‬