جمال الدين عبدو: إلى متى «التقاعس» وترك المواطنين لمصيرهم

جمال الدين عبدو: إلى متى «التقاعس» وترك المواطنين لمصيرهم

ألقى‭ ‬الرفيق‭ ‬د‭. ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬عبدو،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب‭ ‬السوري،‭ ‬مداخلة‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب‭ ‬المنعقدة‭ ‬بتاريخ‭ (‬31/12/2013‭) ‬وبحضور‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬تناولت‭ ‬‮«‬الواقع‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتقاعس‭ ‬الحكومة‭ ‬تجاههم‭ ‬وملف‭ ‬المعتقلين‭ ‬والمفقودين‭ ‬والمخطوفين‭ ‬وقرارات‭ ‬التسريح‭ ‬التعسفية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭:‬

السيد‭ ‬الرئيس‭.. ‬شجون‭ ‬المواطن‭ ‬السوري‭ ‬كثيرة‭ ‬فالواقع‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬أكثرية‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬البسيط‭ ‬لا‭ ‬يحسد‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬وتخريب‭ ‬وقتل‭ ‬وخطف‭ ‬واعتقال‭ ‬وتهجير‭ ‬وجوع‭ ‬وبرد‭ ‬وظلام‭ ‬وغلاء‭ ‬فاحش‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬المؤلمة‭:‬

حلب‭ ‬محافظة‭ ‬منكوبة‭ ‬لكن‭ ‬مدينتي‭ ‬‮«‬نبل‭ ‬والزهراء‮»‬‭ ‬نكبتها‭ ‬مضاعفة‭ ‬بسبب‭ ‬الحصار‭ ‬المضاعف،‭ ‬وبتسليطنا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬والكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحقة،‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬كاملاً‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬عفرين‭ ‬المتواصلة‭ ‬جغرافياً‭ ‬بسكانها‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ /‬500‭/ ‬خمسمائة‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭.‬

فهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضاً‭ ‬تعيش‭ ‬حصاراً‭ ‬مضاعفاً،‭ ‬فلماذا‭ ‬التعتيم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬وفي‭ ‬الخطاب‭ ‬واللقاءات‭ ‬الرسمية‭. ‬مثلاً‭: ‬ـ‭ ‬الطحين‭ ‬يصل‭ ‬مهرباً‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬بسعر‭ /‬6000‭/ ‬ستة‭ ‬ألاف‭ ‬ليرة‭ ‬للكيس‭ ‬الواحد‭- ‬وربطة‭ ‬الخبز‭ ‬بـ‭ /‬135‭/ ‬ل‭.‬س‭- ‬جرة‭ ‬الغاز‭ ‬بـ‭ /‬7000‭/ ‬ل‭.‬س‭- ‬برميل‭ ‬المازوت‭ ‬بـ‭ /‬40000‭/ ‬أربعون‭ ‬ألف‭ ‬ل‭.‬س‭- ‬الكهرباء‭ ‬مقطوعة‭ ‬أكثر‭ ‬الأحيان‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬باليوم‭- ‬اللقاحات‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬وكذلك‭ ‬الأدوية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والتموينية‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الزراعية‭- ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬والتنقل‭..‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬مفروض،‭ ‬أما‭ ‬الصمت‭ ‬والتجاهل‭ ‬فيعطيان‭ ‬انطباعاً‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬وكأن‭ ‬الحكومة‭ ‬تركتهم‭ ‬لمصيرهم،‭ ‬وكأنها‭ ‬عملية‭ ‬فك‭ ‬ارتباط‭ ‬بهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬السورية‭ ‬بجدارة‭. ‬فلماذا‭ ‬هذا‭ ‬التجاهل‭ ‬والصمت؟

شجون‭ ‬وهموم‭ ‬كثيرة‭.. ‬اكتفي‭ ‬بهذا‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬زملائي‭ ‬سيسلطون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬هامة‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬كرامة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭.‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أعرج‭ ‬على‭ ‬قضيتين‭:‬

1-‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬موضوع‭ ‬المخطوفين‭ ‬والمعتقلين‭ ‬والمفقودين،‭ ‬فهو‭ ‬جرح‭ ‬نازف‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬الوطن‭ ‬السوري،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬قانونية‭ ‬شفافة‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬

2-‭ ‬أما‭ ‬موضوع‭ ‬قرارات‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬بشكل‭ ‬تعسفي،‭ ‬فإنني‭ ‬أشدد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬زميلي‭ ‬في‭ ‬مداخلته،‭ ‬وهو‭ ‬موضوع‭ ‬مكرر‭ ‬وغير‭ ‬مبرر‭ ‬استمراره‭ ‬البتة‭.