الرقة كارثة انسانية وأمل

الرقة كارثة انسانية وأمل

تشتهر محافظة الرقة بزراعة القطن والشوندر السكري والقمح والذرة الصفراء والشعير والمحاصيل التكثيفية، العلفية منها والغذائية، مثل البيقية والبرسيم والفصة والشعير، والتي هي من أهم الزراعات للثروة الحيوانية، والتي تشكل اكتفاءً ذاتياً لعلف الحيوانات، وخاصة في هذه الفترة، بالإضافة للجبس والفستق العبيد، وأيضا بزراعة الخضار الباكورية.

 

كما تميزت محافظة الرقة بزراعة الأشجار المثمرة، مثل المشمش والإجاص والدراق والتفاح والجوز، وأخذت هذه الزراعات حيزاً هاماً من مساحة الأراضي، التي كانت قبل الأزمة تزرع محاصيل زراعية سنوية.

استفادة قصوى من الأراضي

ومنذ عشرة سنوات بدأت المحافظة بزراعة الزيتون، في الأراضي المستبعدة من الخطة الزراعية، فلم يبق من الأراضي المستبعدة إلا وزرع زيتوناً، وخاصة في الضفة اليسرى لنهر الفرات، والقسم الشمالي والغربي من المحافظة، حيث زرعت مساحات واسعة جداً، إلا أن الأصناف الزيتونية غير محسنة، وكانت معظم حقول الزيتون من الصنف النيبالي الذي يتناسب وطبيعة المنطقة.

تراجع بالإنتاج الزراعي

خلال الأزمة تعرضت الزراعة في محافظة الرقة للتراجع والانحسار، سيما بعد سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي عليها، حيث تراجعت الزراعة والصناعة بشكل مرعب ومخيف وذلك لجملة أسباب، منها:

تدني منسوب البحيرة بسبب (فتح المياه للخلف)، مما جعل قناة (الجر) على الراحة غير قادرة على استجرار كامل المخصصات لمساحة الأراضي والمشاريع الزراعية في المحافظة، وبالتالي خروج قسم كبير من الخطة الزراعية خارج الاستثمار، ولم يبق سوى 30% من المساحات المزروعة.

ارتفاع أسعار الأسمدة، وبالأحرى فقدان مادة الأسمدة الكيمياوية، حيث وصل سعر طن السماد الآزوتي إلى /1،400000/ مليون وأربع مائة ألف ليرة.

مصادرة تنظيم «داعش» الارهابي للكثير من الأراضي، وبيع قسم منها وتأجير الباقي.

انخفاض مردود الإنتاج إلى 60% من المحاصيل كافة.

المحاصيل الزراعية كانت تصدر سابقاً عن طريق التجار إلى تركيا، أما حالياً فقام «داعش» بتشغيل محالج القطن والمطاحن لحسابه ومصلحته، ويأخذ الاقطان بأسعار بخسة من الفلاحين، ويحلجه ويبيعه لتركيا، مما دفع الفلاحين للعزوف عن الزراعة وهجرة الأرض، بالإضافة إلى هجرة معظم الفلاحين إلى خارج القطر طلباً للعيش والأمان.

قلة اليد العاملة

التوجه نحو زراعة البقوليات، من أجل سد حاجة الفلاح والسكان بأقل مساحة وتكلفة.

ارتفاع سعر المحروقات، وغيرها من الأسباب.

الثروة الحيوانية

المحافظة من حيث الثروة الحيوانية كانت تعتبر الثانية، حيث يتواجد فيها /1.400.000/ رأس من الماشية، وبعد الأزمة التي مرت على البلاد تدهورت الثروة الحيوانية إلى أدنى مستوى لها.

وليس واقع الصناعات والحرف في الرقة بأحسن حال، حيث هاجر الصناعيون والحرفيون خارج سورية طلباً للعيش.

الواقع المعيشي

بالنسبة للأوضاع المعيشية في الرقة في أسوأ حال وأتعس وضع، وذلك كون الزراعة تعتبر المورد الأساسي لمعيشة أهلها، وهي إلى ما آلت إليه من تراجع وانحسار.

وأغلى شيء هي مادة الخبز، حيث وصل سعر كغ الخبز إلى /250/ ل.س، مئتان وخمسون ليرة سورية.

سكان المدينة هجروها، وسكنوا الأرياف المحيطة، ولم يبق في المدينة سوى 20% من السكان، بالإضافة إلى اللاجئين من تدمر والسخنة وحمص وحلب، وهم من يشكل النسبة العظمى من سكان المدينة.

«داعش» يلملم أسماله

بدأ تنظيم «داعش» الإرهابي يفقد السيطرة على المدينة، ويدرك بأنه سيغادرها، حيث انعدم تواجد العناصر الأجنبية، وتم ترحيل عوائلهم من مدينة الرقة، كما تفيد العديد من التقارير الإخبارية، أما العناصر غير السورية، فلا تتواجد سوى بالأماكن الرسمية للتنظيم، كما انعدم تواجد عناصر «داعش» في بعض الأرياف نهائياً، ولم يعد يسكن أحد منهم في الريف.

جيل من الأميين

هناك جيل من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 12 سنة، لا يعرفون القراءة والكتابة، فهم أميون بسبب إغلاق المدارس من قبل التنظيم الإرهابي، وهنا يكمن جزء من الكارثة الإنسانية لمدينة ما زالت ضحية للإرهاب، على أمل الخلاص واستعادة الحياة نحو مستقبل أفضل بعد التخلص من داعش وأشباهه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
789