دير الزور.. والثروة المائية المهدورة

إذا تجول المرء في شوارع مدينة دير الزور ما بعد الخامسة مساءً، سيجد أصحاب المحال التجارية يغرقون الشوارع بالماء، ومثلهم أصحاب السيارات الخاصة والعامة، بالإضافة لربات المنازل اللواتي أرهقهن العجاج، ولا بد لهن من إزالة نتائج عدوانه المستمر ليل نهار على بيوتهن. وهكذا لا يكاد المواطن يهرب من طرطشات السيارات وسواقي ومستنقعات الطرقات المحفّرة، حتى يستحم بالمطر الملوث المتساقط من المزاريب، وهذا الهدر لثروتنا المائية يحرم أحياء كثيرة من المدينة من مياه الشرب، فيضطر العديد من سكانها للانتظار إلى ساعة متأخرة من الليل حتى يحصلوا على ما يروي عطشهم، وفي بعض القرى يشتري المواطنون برميل الماء بخمسين ليرة، وهذا يضع مجلس المدينة في موقع المساءلة..

فلماذا لا يقوم مجلس مدينة دير الزور بغسل شوارع المدينة بالصهاريج كبقية المدن، وهو ما كانت تفعله البلدية قبل أربعين سنة؟ ولماذا لا تتم محاسبة المخالفين وإيجاد ضوابط تمنع الهدر؟ ولماذا يتم غض النظر عن أصحاب المحلات التجارية وأصحاب السيارات الخاصة أو شبه الخاصة من المسؤولين  والمتنفذين رغم مخالفاتهم الصريحة وهدرهم الكبير؟
نهر الفرات في مدينة دير الزور أصبح شبحاً هزيلاً بعد أن كان مارداً كريماً وخيّراً ومرعباً.. وشيئاً فشيئاً يجري تحوله إلى مجرد ساقية بسبب (كرم) أصدقائنا الأتراك.. فهل نجور على أنفسنا ونضيق الخناق على رقابنا بهدر ما تبقى من مائه الشحيح؟؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
415