زهير مشعان زهير مشعان

وحدة المجانين..وحديثهم..!

 بعد أن أعطيته الجريدة وقرأ فيها حديثنا السابق،شكرني وقال : الآن اعترفتم بالمجانين كفئة من المجتمع موجودة. كما اعترفتم ببعض حقوقنا واستمعتم لنا أليس القول ( مجنون يحكي وعاقل يسمع ) صحيحاً..؟ قلت بلى. فتابع : أيمكننا أن نتابع حواراتنا ومطالبنا..؟ قلت ممازحاً: تفضل، بس حاكيني بوضوح وعلى قد عقلي وليس فلسفة.. قال ولا يهمك، وتابع:

أولاً : كلّ الشكر لمجانين عامودا الذين كان لهم السبق وأخرجونا إلى فضاءٍ جديد، وعلينا أن ننتقل الآن من الحلول الجزئية إلى الكلية أي من الخاص إلى العام..
وثانياً : لنا مطلب واضح وهو توحيد المجانين لنثبت لكم أننا قادرون على ذلك أكثر ممن يدعون أنهم معارضة..
وثالثاً: تكون لنا زاوية في صحيفتكم تحت اسم حديث المجانين بدل مجانين عامودا، ويبدو أننا وأنتم نلتقي ولدينا قواسم مشتركة..ألم تتهموا بالجنون عندما تحدثتم عن أزمة الرأسمالية العالمية، وعن الأزمة السورية قبل انفجارهما ولم يصدقكم الآخرون..!؟
قلت: سأنقل مطلبيكم الأول والثاني إلى مجانين عامودا ومجانين سورية وهم يقررون.. أما الثالث فستكون الكرة بملعب هيئة التحرير وربما ينضم لكم البعض منهم..لكن حدثني عن شخصيةٍ من زملائكم غيرك أنت .. قال بسيطة، وعلى فكرة لدينا مجانين سريّون لا تعرفونهم ولا نكشفهم خوفاً عليهم من القمع المزدوج من النظام والمسلحين .. وسأحدثك عمن يسمونه ( ابنيّة ) أي بنت. ابنية شابّ من جماعتنا وأسباب جنونه كثيرة،ومن أهمها أنهم رفضوا أن يأخذوه عسكرية أي إلى خدمة العلم وكانت الأمور فاقعة معه قليلاً، لكن بعد هذا الموقف انفجرت بقوة..في الوقت الذي يتهرب من ذلك أبناء الأغنياء والمسؤولين عن ذلك في الدولة يسهلون لهم ذلك بدفع البدل.. ابنية، ولا أريد أن أذكر اسمه الحقيقي، بات يمشي في الشوارع ويعرفه كثير من أهالي المدينة ويقدمون له ما يجودون به، وهو يطلب من أناسٍ معينين فقط وليس من الجميع ولا يؤذي أحداً.. لكن بعض السفهاء والأطفال بتحريض من الكبار في السن لكن الصغار في العقل يستفزونه عندما يرونه ويصرخون خلفه : ابنية..ابنيه..
أي أنه معفى من خدمة العلم كالبنات.. فتثور ثائرته بالشتائم والمسبات وأحياناً يحمل حجارةً ويضرب بها في الهواء وليس للإيذاء كما تفعل بعض أجهزة القمع  .. فما رأيك يا صاح: من هو المجنون.. المسؤولون في الدولة أم أبناء الأغنياء أم من يستفزونه أم هو..؟ قلت: هو تعَدّاهُ العيب..
فودعني وهو يمشي مشيةً عسكرية ، وينشد بصوتٍ عالٍ.. حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذل النفوس الكرام..