حفل تأبين القائد النقابي والمناضل الشيوعي سهيل قوطرش «أبو المجد» ستبقى ابتسامتك العذبة تملأ طريق نضالنا بالفرح..

وسط حضور جماهيري ونقابي كبيرين، أقيم في صالة المركز الثقافي بالمزة ، حفل تأبين لرحيل المناضل الشيوعي البارز، والقائد العمالي الكبير، الرفيق سهيل قوطرش، والذي وافته المنية يوم 30/5/2006 بعد حياة زاخرة بالنضال في سبيل تحقيق أفكار العدالة الاجتماعية والدفاع عن المظلومين والبؤساء.

افتتح الحفل الرفيق حمزة المنذر بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح الفقيد وأرواح شهداء المقاومة في كل مكان من العالم. وقال المنذر: «بأن هذه المناسبة ليست مناسبة تقليدية أو طقساً لنصطنع تبجيلاً أو تقديراً للفقيد الراحل، بل لنؤكد على أن أفكار ذلك النقابي الشيوعي هي في أعماق ضمائرنا وقلوبنا، وبأننا سنسلك ذات الطريق الذي سلكه، طريق الكفاح والثبات على المبادئ.

لقد تميز الرفيق سهيل بمواقفه الطبقية حيث كان ينظر إلى قضايا العمال على أنها من الأمور التي لاتقبل المساومة، وبأنها تستدعي من أي مناضل أن يرهن حياته في سبيل تحقيقها، لذلك استحق كل هذا الحب من جماهير العمال، ومن جميع الناس الذين عرفوه، كإنسان صادق الصدق كله، كإنسان يقول ويفعل، ولأن قضايا العمال أيضاً بالنسبة إليه كانت لاتقبل المجاملة أو المساومة، ولم تنفع معه أساليب الترغيب أو الترهيب، لأنه كان يدرك أهمية الطبقة العاملة في النضال الوطني والاجتماعي، فاستحق بذلك صفات الشيوعي المناضل، بأنه كان بارد الرأس ودافئ القلب ونظيف اليد.

أما الموقف الوطني، فكان من أولى أولوياته، وتشاء الصدف اليوم بأن يكون حفل تأبينه في ظروف عصيبة ومصيرية، حيث لبنان الشقيق كله تحت النار، نار العدوان الهمجي الأمريكي ـ الصهيوني.... ولو كان سهيل بيننا اليوم لأكد كما كان يؤكد دائماً من أن أفضل دعم للمقاومة، هو التحضير للمقاومة، لقد كان سهيل يؤكد دائماً بأن الوطن في خطر، وكان يقول دائماً أن أكثر دلالة على أن الوطن في خطر، هو أنه بمجرد أن وطئ الأمريكان والمارينز أرض العراق، أصبحنا بين فكي كماشة الاحتلال، كان يؤكد لنا بأن الوطن في خطر، ولهذا فإنه يحتاج إلى إرادة الجميع، ويؤكد دائماً أن أهم مايجب أن يتوفر للمقاومة هو توفر الإرادة السياسية للمواجهة، وهو ماأكدته الأحداث اللاحقة، فمنذ الثاني عشر من تموز وحتى اليوم ماتزال مارون الرأس صامدة، ذلك لأنها اسم على مسمى، وانتزعت وسام الشجاعة والبطولة، لدرجة أن الكثيرين من المعلقين يصفونها بستالينغراد رغم أنها قرية، لكنها ليست عزلاء، بل قرية ترتبط بشريان الوطن، لأن المقاومة تضخ الدم في جميع الشرايين، وليس هناك أشرف من المقاومة لأنها هي التي تربط كل المناطق وليست الجسور، فالجسور يعاد إعمارها، ولكن إذا انقطعت الإرادة، بين من يقول ليس لنا مصلحة في المقاومة وبين من يقول بأن العين لاتقاوم المخرز، وبين من هو مرتبط بالرأسمال المعولم، هؤلاء يقطعون أوصال الوطن، لأنهم بصراحة أوطانهم في جيوبهم، بينما لم يبق في الوادي إلا حجاره، لم يبق في الوطن إلا مناضلوه والمدافعون عنه... ومن هنا نؤكد مجدداً بأن الوطن في خطر وبأننا لسنا خائفين، لأن لنا تجارب أسلافنا العظام ما يجعلنا نعيب على أنفسنا مالم نسلك الطريق الذي سلكوه....

اليوم نقول بأن سهيل أقل موتاً من بعض الأحياء، وأكثر حياة من هؤلاء المهزومين المتمسكين بالغنائم والنفعية.

كلمة أصدقاء الفقيد

ثم ألقى بعد ذلك الرفيق «رفيق الضاهر» عضو مكتب سياسي «فصيل النور» كلمة أصدقاء الفقيد، مشيراً إلى مزايا الرفيق الراحل في دفاعه عن المضطهدين والفقراء، وحبه للوطن ودفاعه المتواصل عنه ، إضافة إلى إيمانه العميق بالتنوع والديمقراطية والحوار الحضاري والحماس المنقطع النظير لقضايا الطبقة العاملة.

كلمة نقابة الصناعات المعدنية

وألقى بعد ذلك السيد عبد الكريم خليل رئيس نقابة الصناعات المعدنية كلمة قال فيها: بحزن عميق وأسى شديد نقف اليوم نؤبن أخونا ورفيق دربنا المرحوم سهيل قوطرش أبو المجد.

عرفناه عاملاً نشيطاً ومناضلاً ثورياً وقائداً نقابياً شعبياً، كان يدافع بإخلاص وتفان عن قضايا الطبقة العاملة وحركتها النقابية، يغار على مصالح وطنه وسيادة بلاده.

كان وطنياً مخلصاً صادقاً موهوباً جريئاً قائداً نقابياً يفهم مشاكل طبقتنا العاملة يفهم فهماً عميقاً وصحيحاً مشاكل وصعوبات القطاع العام ويدافع بقوة عنه.

أخي أبا المجد ليس من السهل أن ننساك ولو غبت عنا جسداً ولكن ستبقى بيننا في كل زمان ومكان.

كلمة نقابات عمال دمشق

من جهته القى السيد جمال القادري رئيس أتحاد نقابات عمال دمشق كلمة مؤثرة قال فيها «يصعب علي حقيقة اختيار كلمات لمثل هذه المناسبة.. كلمات تليق بمكانة رفيقنا وفقيدنا المرحوم سهيل قوطرش.. أبا المجد... الذي عرفناه كما عرفتموه جميعاً... وعايشناه كما عايشتموه جميعاً... نقابياً غيوراً ووطنياً صادقاً... رجلاً جمع في شخصه كل الخصال الحميدة والمآثر الطيبة....

كيف لا وهو الرجل الذي حفر اسمه عميقاً في وجداننا، بمآثره الوطنية والأخلاقية، وسعيه الدائم للدفاع عن مصالح طبقة نشهد أنه انتمى إليها بكل الصدق.... وحمل شرف الدفاع عنها بكل الرجولة والإخلاص.

أجل أيها الرفاق والأخوة يصعب على من عرف سهيل جيداً أن ينساه ويصعب على من عايش سهيل أن يستطيع نسيان صفاته الطيبة وخصاله الحميدة وحضوره المحبب وحماسه واندفاعه وغيرته وغيريته على المنظمة النقابية والأسرة النقابية التي نشهد أيضاً أن فقيدنا كان أحد أعضائها الفاعلين المؤثرين..

ونشهد أيضاً أن رفيقنا وفقيدنا كان ينتمي بكل الصدق إلى القطاع العام، عمل في شركاته وهو أحد رفاقنا الذين تميزوا بربط الفكر بالسلوك، والإيمان بالعمل على حماية هذا القطاع وإصلاحه وتطويره وكان بذلك نموذجاً حقيقياً للنقابي المؤمن.. بأن الوطن يبنى بسواعد عماله وعرقهم، وبأن النهوض بهذا القطاع هو المدخل الآمن نحو مستقبل أفضل عنوانه العدالة الاجتماعية والاقتصاد المعافى، ليبقى وطننا كما كان دائماً عصياً ومنيعاً في وجه كل ما يواجهه من تحديات.

مازلنا نذكر في مجالسناالمداخلات الحماسية لفقيدنا أبو المجد ونتذكر معها ملامح وجهه وطريقته في التحدث. و نبرة صوته بطابعها المميز وتأكيده على التمسك بالحقوق والمكتسبات... وجرأته في الإشارة إلى مكامن الخلل وموضوعيته في تناول كل ذلك.

مازلنا نذكر إصراره وهو يقاوم المرض. في لحظاته الأخيرة إصراره على إمضاء معظم وقته في العمل والمتابعة الدؤوبة والنقد الإيجابي البناء.

..ليتك بيننا أيها الرفيق العزيز لنكمل معاً مابدأناه سوياً.. ليتك بيننا لتكمل المشوار مع رفاقك وأسرتك النقابية الكبيرة،... ليتك بيننا لتكون شاهداً على الانتصارات التي تحققها المقاومة اللبنانية الباسلة... ليتك بينا لتشهد عجز آلة الدمار الإسرائيلية عن قتل روح المقاومة لدى أبناء شعبنا اللبناني والفلسطيني البواسل... ليتك بيننا لتشهد أن آلة القتل الصهيونية بكل ما تملكه من وسائل دمار لم تستطع أن تقتلع ثقافة المقاومة التي تلقن العدو اليوم دروساً لن ينساها بعد أن ضربته في عمق مستوطناته... ليتك بيننا لتشهد هذا الكيان الصهيوني وهو يعاني شللاً كاملاً في بنيانه العسكري والاقتصادي... ليتك بيننا لتشهد الروح الوطنية العالية لدى قيادتنا وشعبنا التي هبت بكل وجدانية ووطنية لنصرة المقاومة ودعم صمود أهلنا ونصرتهم في لبنان وفلسطين.

ليتك بيننا لتشهد كل ذلك وأغبطك على موتك لأن لم تشهد مواقف الذل والتخاذل ومواقف الخزي و العار التي أطلقتها بعض الأنظمة العربية وهي التي تبرر للعدو الصهيوني في مجازره بحق أهلنا وتدين التضحية وتبرئ الجلاد.

فقيدنا الغالي أبا المجد لك من رفاقك ورفيقاتك في اتحاد عمال دمشق ونقاباته ولجانه النقابية سلاماً على روحك الطاهرة وإلى جنات الخلود وحسنت لأمثالك مستقراً ومقاماً.

كلمة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

ثم ألقى بعد ذلك رفيق درب سهيل الرفيق قدري جميل، كلمة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، قال فيها: «لقد غادرنا سهيل بسرعة، وفي الفترة الأخيرة كان ينظر في عيوننا ويرى القلق والخوف فيهما، لكنه كان يقول لنا: «لاتخافوا... أنا لاأموت، مادامت قضيتنا مستمرة فأنا لاأموت. ».

لقد كان سهيل والقضية التي ناضل من أجلها طويلاً متماهين مع بعضهما إلى الحد الأقصى، سهيل في كل لحظة، وفي كل خلية من خلايا جسده، كان مندمجاً بالقضية التي كرس حياته من أجلها، لأنه كان يعرف في النهاية بأن قوانين الطبيعة عاجلاً أم آجلاً ستأخذ مداها، لذلك كان يهمه كثيراً أن تستمر القضية على أيدي الرفاق من بعده، وعلى أيدي الأجيال الجديدة، فكان يكرس كل وقته واهتمامه في هذا الاتجاه».

وأضاف د. جميل: «نحن خسرنا سهيل، وسهيل إحداثياته متعددة، وإذا ذكرت بعضها، فأنا لا أدعي بأنني سأحيط بها كلها، فسهيل أولاً إنسان فريد من نوعه، والذين يعرفونه، يعلمون كم كانت لهفته شديدة على المحتاج، وكم كان يبتدع ويخترع أشكالاً مختلفة من أجل دعم المحتاجين إلى المساعدة والمعونة، كان مستعداً أن يسافر مئات الأميال من أجل تقديم المساعدة إلى فرد واحد، وهذه التركيبة لا يمكن أن تكون إلا تركيبة إنسان مناضل، لأنه يفكر بغيره قبل أن يفكر بنفسه.

إلى جانب ذلك كان سهيل مناضلاً نقابياً فريداً من نوعه، لم يكن العمل النقابي بالنسبة إليه غنيمة أو مكسباً، بل كان بالنسبة له يعني خدمة العمال والدفاع عن حقوقهم، لذلك اكتسب ذلك الاحترام الواسع بين قواعد الطبقة العاملة الذين حملوه إلى كل المواقع القيادية لأنهم بحكم تجربتهم الخاصة كانوا يدركون بأنه كان يدافع عن مصالحهم.

من جانب أخر كان سهيل شيوعياً حقيقياً، لم يكن يحمل شهادات عليا، لكنه فكرياً كان على مستوى عال جداً، وكان مستعداً أن يباطح أكبر المثقفين، فانطبق عليه بذلك تعريف غرامشي بأن «المثقف الحقيقي هو الذي ينشر فكره بغض النظر عن الشهادات التي يحملها».

عندما عقدنا جلسة لمؤتمر الشيوعيين السوريين في 28 نيسان، وكان المرض قد بدأ يهده، بعث سهيل رسالة إلى المؤتمر تعكس إلى حد كبير طبيعة هذا الإنسان، لقد قال سهيل في رسالته: «الشيوعية أقوى من الموت، وأعلى من أعواد المشانق، الشيوعية بمعنى النضال من أجل العدالة الاجتماعية والنضال ضد الاستعمار والصهيونية، الشيوعية هي علم إعادة بناء المجتمع البشري وصياغته من جديد، هذا المجتمع الذي بات يعاني من الاستغلال والاضطهاد وويلات الحروب الطاحنة،..» وينهي رسالته «من المهم جداً أن ندرك دورنا في هذه المرحلة وأن نفعَله، فالحزب القوي هو الحزب الذي يستطيع أن يرتب أولياته ويكون فاعلاً في المجتمع وليس منفعلاً فيه، هو الحزب الذي يدرك الناس فيه أن الوطن بحاجة إلى رجال يترفعون عن مكاسبهم الشخصية، والذي يقع على عاتقهم بناء المجتمع الجديد الذي لا استغلال فيه».

بعد مؤتمر الشيوعيين السوريين عقدنا أول اجتماع لهيئة الرئاسة، في ذلك الاجتماع، كان وضعه الصحي متأزماً جداً، فطلب إذناً بمغادرة الاجتماع، وقبل أن يغادر قال «السلام عليكم أيها الرفاق» وقتها هب جميع الرفاق الموجودين وقوفاً، وكأنهم عرفوا بأن هذا الاجتماع هو الأخير مع الرفيق سهيل.

ألا ليت سهيل كان معنا اليوم حتى يرى بداية تحقيق أحلامه، من خلال الانتصارات التي تتحقق اليوم في لبنان، وعلى الهزائم التي يتلقاها العدو الإسرائيلي لأول مرة في تاريخه.

ليت سهيل كان معنا اليوم، حتى يرى كيف ينفضح الحكام العرب، وأصبح ظاهرهم مثل باطنهم، وهذا التطابق بين الظواهر والبواطن هو اليوم خدمة كبيرة للقوى السياسية والجماهير العربية في الوطن العربي، لأنه يسهل مهمة خلع هذه الأنظمة التي أثبتت أنها مرتبطة بشكل مباشر مع الإمبريالية الأمريكية، مرتبطة بجيوبها، وبنوكها الصهيونية.

ليت سهيل معنا اليوم كي يرى شهية المقاومين لتحقيق انتصارات أكثر فأكثر بغض النظر عن حجم التضحيات المدعوين إلى تقديمها. فاليوم نحن في مرحلة عاصفة وفاصلة والمعركة التي تخوضها المقاومة في جنوب لبنان هي اليوم معركة فاصلة، ولاأبالغ إذا قلت بأن مصير البشرية اليوم سيكون متوقفاً على منطقتنا التي هي إحدى الساحات الرئيسية لتقرير مصيرها، وقد ظهر ذلك واضحاً في كلام أولمرت حين قال: «هذه المعركة معركة حياة أو موت» ولكننا نؤكد بأن هذه المعركة ستكون معركة حياتنا ومعركة موتهم.

وختم الدكتور جميل كلمته بالتوجه بالشكر لكل من لبى الدعوة وحضر الحفل،وبالدرجة الأولى اتحاد نقابات العمال الممثلة بالرفيق شعبان عزوز والرفيق جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق وكل الرفاق النقابيين الذين قاموا بالواجب على أكمل وجه.

وأخيراً توجه بالعزاء والتأكيد على أننا دائماً إلى جانب عائلة الرفيق سهيل وهي دائمة إلى جانبنا.

كلمة أسرة الفقيد

ثم ألقت الرفيقة «أم المجد» السيدة هيفاء بغدادي كلمة أسرة الفقيد جاء فيها:

«مؤلم فراق الأحبة..... لكنها مسيرة الحياة

ماعساي أقول فيك ياسهيل الحبيب..

كان رحيلك مبكراً....لكن عمرك كان زاخراً بالحياة والعطاء

وكنت تقول: مازال أمامي الكثير لأعمله.....

ثمانية وعشرون عاماً عشناها معاً، تقاسمنا حلو الحياة ومرها وسرنا معاً مناضلين في صفوف حزبنا الشيوعي، وفي نقابات دمشق التي نعتز بها، مدافعين عن قضايا الوطن وحقوق عمالنا...

عانينا شظف العيش وقساوة الحياة، وضمنا في سفح قاسيون منزل متواضع ملأه الحب والأمل والتحدي.

وربينا ولدينا بكل الحب والحنان لنجدهما شابين يافعين

ماعساي أقول فيك يا رفيقي يا أبا المجد

كنت مبدئياً في بيتك... وحياتك الخاصة... وفي سلوكك اليومي مع أصدقائك ورفاقك...

وكان هاجسك الوطن... والعدالة.. والحق.

عملت بصدق ودأب كبير من أجل وحدة الشيوعيين السوريين وكنت دائم السفر تلتقي بالرفاق من أجل هذا الهدف النبيل، لأنك أدركت (كما جاء في رسالتك الأخيرة للمؤتمر) «أن الحزب القوي هو الحزب الذي يستطيع أن يرتب أولوياته ويكون فاعلاً في المجتمع، وليس منفعلاً فيه، هو الحزب الذي يدرك الأعضاء فيه أن الوطن بحاجة إلى أناس يترفعون عن مكاسبهم الشخصية، ويقع على عاتقهم بناء المجتمع الجديد الذي لااستغلال فيه.»

لقد كنت شيوعياً مبدئياً، ونقابياً مخلصاً.

ماعرفت اليأس يوماً رغم الأحداث التي مرت بها المنطقة والعالم وكان رهانك دائماً على قدرات شعبنا الهائلة من أجل الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب.

وكانت آخر كلماتك ليس لدينا خيار إلا خيار المقاومة الشاملة، ضد الصهيونية والإمبريالية من دمشق إلى بغداد إلى بيروت إلى فلسطين.

وهاهي يا أبا المجد الحبيب... هاهي المقاومة في لبنان تقف صامدة في وجه العدوان الصهيوني الوحشي البربري، بعد أربعة عشر يوماً من القصف المستمر، الذي أودى بالمئات من الضحايا المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منزلة بالعدو الإسرائيلي خسائر فادحة، في ظل صمت دولي وعربي يندى لهما الجبين.

إننا مؤمنون بحتمية انتصارنا في مواجهة قوى الشر والعولمة لأن التاريخ علمنا أن إرادة الشعوب لابد أن تنتصر.

ستبقى يا سهيل الحبيب.. في ضمائرنا وفي قلوبنا.

وسيبقى فكرك وسيرتك نبراساً وحافزاً كلما عظمت النوائب.

فقدنا برحيلك... الزوج والأب والأخ... والرفيق لكنا لن ننساك أبداً لأنك حي في عقولنا وقلوبنا.

وأخيراً شكراً لكل الرفاق والأصدقاء الذين وقفوا معنا في محنتنا

وشكراً لرفاقنا في الاتحاد العام لنقابات عمال سورية

وشكراً لرفاقنا في اتحاد نقابات عمال دمشق

وشكراً لرفاقنا في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

وشكراً لإدارة المركز الثقافي في المزة

شكراً لكم جميعاً متمنية للجميع الصحة والعيش الكريم.