طوارئ دمشق بحاجة لإسعاف سريع

في اتصال هاتفي من أحد العاملين في مركز طوارئ دمشق للإسعاف السريع... تحدث بحرقة قلب عن أمور  تكاد لاتصدق وتصل لدرجة اللامعقول.. لكنها أمور موجودة على أرض الواقع تكون نتيجتها حياة وصحة المواطنين.. فإذا كانت صحة الإنسان من أولويات الأمور.. فإن هذا المركز بحاجة «لإسعاف سريع» إنقاذاً لحياة الناس، وتوفيراً للشروط الإنسانية الضرورية للعاملين في هذا المركز.

فمع بداية هذا العام، لا تتوافر لسيارات الإسعاف قسائم الوقود.. ويقوم العاملون بشراء الوقود اللازم من جيبهم الشخصي إذا لبوا النداء.. وعندما يرفضون الخروج لعدم توفر الوقود يعتبرونهم مقصرين في أداء مهامهم... هذا مع العلم أن أكثر من 80% من سيارات الإسعاف لاتتوفر فيها الحدود الدنيا للجاهزية وعلى سبيل المثال، هناك سيارة تعرضت للتكسير في ملعب العباسيين منذ مايقارب الأربعة أشهر، ومازالت دون إصلاح!!... والأنكى من ذلك يطالبون العاملين على تلك السيارات بإصلاحها على نفقتهم.. وذلك نتيجة تباطؤ عمل المسؤولين عن المرآب ومحاسبي الإدارة.. مع العلم أن وسطي رواتب العاملين لا يتجاوز الـ(3800) ل.س شهرياً.. والمهام التي يقومون بها محفوفة بالمخاطر الدائمة... فهم بحالة استنفار على مدار الساعة تحسباً للكوارث والحوادث والإسعافات اليومية.. ومع ذلك لم تصرف لهم من منحة الربع راتب إلا (400) ل.س هذه المنحة التي لاتكفي لغسيل السيارة نتيجة الدماء والأوساخ التي تملؤها بعد الإسعافات.. ولايوفرون للعاملين اللباس اللازم لعملهم...

وسيارات الطوارئ موزعة على مشافي دمشق، وغرفة المناوبة للطوارئ لاتصلح على الإطلاق.. ففي مشفى الهلال الأحمر خصصوا لهم «زريبة» صغيرة جانب براد الجثث.. ولايتوفر في هذه الغرف الحد الأدنى للشروط الصحية.. من ماء وتواليتات.. مما يضطرهم للذهاب إلى مشفى المجتهد لقضاء حاجاتهم.. وفي مشفى ابن النفيس هناك غرفة صغيرة في منتصف المدخل.. صدمها باص نقل داخلي منذ فترة وجيزة..

ونتيجة هذه الأمور، هناك نقص شديد في عدد السائقين لأنهم لايستطيعون الاستمرار في عملهم ضمن هذه الشروط...

 

وأضاف المتحدث: عندما يأتي التلفزيون ليصور، أو عندما يزورهم أحد المسؤولين، يقومون بتجهيز سيارتين على أفضل شكل ليعطوا صورة مغايرة للواقع المؤلم في هذا القطاع الهام والإنساني...