رسالة من قارىء: قصة مواطن

تعرض المواطن عبد الكريم عبد الرحمن (59 سنة) لإصابة عمل في مرفأ اللاذقية أوائل آب/2003 فقد مر دولاب شاحنة فوق قدمه أدى إلى نقله إلى المشفى وقد تترك الحادثة أثرها على جسده مدى الحياة..

الحادثة التي تبدو عادية بل متكررة ويومية، أما بالنسبة للسيد عبد الرحمن المولود في قرية بشراغي التابعة لجبلة ليست كذلك، فهو الابن البكر لعائلة فلاحية فقيرة تمكن رغم صعوبة ظرفها، (فأخوته الثلاثة مقعدون بسبب الشلل) من الحصول على الثانوية العامة ليدخل دار المعلمين ويصبح مدرساً، ومن ثم ليتابع دراسته الجامعية في قسم الفلسفة وقد تزوج قبل اعتقاله عام 1982وتحويله إلى محكمة أمن الدولة لأسباب سياسية.. وقضى في السجن(12 سنة) وخرج منه مجرداً من كافة حقوقه المدنية ليجد ابنته غدت شابة في عمر الورد، وعائلته الكبيرة ازداد وضعها سوءاً.

اضطر في بداية الأمر أم يعمل حارساً لإحدى البنايات ومن ثم أمين مستودع في مقهى، وأخيراً عاملاً في مرفأ اللاذقية أياماً معدودة في السنة حسب الطلب أو حسب مجيء باخرة الرز.

الرجل الذي يحق له في بلد آخر راتب تقاعدي كامل لم يعوض حتى عن السنين التي خدمها في المدارس يعلِّم أبناء وطنه وهو لم يستطع حتى هذه اللحظة استرجاع حتى تأميناته الاجتماعية وقد شارف على الستين.

 

هذا الرجل ليس حالة خاصة ومن الواجب إعادته وإعادة من يشبه حالته إلى وظائفهم وإعادة حقوقهم المدنية إليهم ومنحهم تعويضاتهم كي لا يضطروا لمواجهة الموت البطيء.