كيف يتم تطوير عقدة الأمويين؟

كان من المقرر أن تمتد الأعمال في عقدة الأمويين فترة تسعة أشهر يولد بعدها النفق المقرر  ولكن يبدو أن هناك مشكلة في التخطيط.

بدأت الأعمال التحضيرية في المشروع منذ الشهر الثالث من عام 2002 وكان من المفترض أن تبدأ الأعمال الفعلية منذ الشهر السابع 2002 ولكنها لم تبدأ فعلاً إلاّ بتاريخ 15-12-2002 وتجدر الإشارة إلى أن أعمال الدراسة الأولية كان من المفترض أن تكون منتهية قبل عام من بدء المشروع أي في الشهر السابع من عام 2001 ولكن وبسبب اختلاف وجهات النظر بين القائمين على المشروع وتعديل الدراسة عدداً من المرات بسبب «الأمور الطارئة» تأخرت الدراسة النهائية حتى الشهر الأخير من عام 2002.

إن الدراسة الأولى لم تلحظ ضرورة وجود 600 وتد من أجل مقاومة الماء لأن النهر يمر عبر ساحة الأمويين وقد أنجز حتى الآن نصف هذه الأوتاد ومن المتوقع أن ينتهي المشروع بعد سنة من الآن أي تصبح مدة التنفيذ سنتين وليس تسعة أشهر كما في الخطة المقررة.

إذا لم تظهر أمور طارئة أخرى كما في أنبوب الصرف الصحي الطارئ الذي ظهر حديثا وهو يمتد لمسافة 40 سم داخل النفق مما يستوجب تشييد جدار وتدي يتعارض مع النفق ويضطر العاملين إلى استهلاك ثلاثة أضعاف الوقت الطبيعي.

إن عدم تنفيذ المشروع في الوقت المحدد أدى إلى تبعات كثيرة حيث أن المياه المتسربة والتي تأتي بشكل طبيعي في الربيع بعد المدة المفترضة للمشروع رتبت على المشروع تكاليف إضافية لشفط كميات المياه الكبيرة المتسربة وذلك لأن العزل يجب أن يكون جافاً.

ومن الواضح أنه بسبب طول المدة والدراسة غير الدقيقة و«الطوارئ» ستكون تكلفة المشروع تعادل عدداً من المشاريع.

وفوق ذلك فقد سبب المشروع أضراراً لا تدرج في حسابات القائمين عليه من تعطيل للسير وتلوث بصري دام فترة طويلة ويبدو أنه سيطول حتى بتنا ننسى شكل الساحات الطبيعي ونعتقد أن حالها هذا هو ما يفترض بالساحات به أن تكون. إذ يشكل التشوه الجمالي الناتج عن هذه المشاريع طويلة الأمد وغير المتناسب مع الوقت اللازم فعلياً، تشوها بصرياً يضر بالبعد الجمالي للمدينة.

إن تشييد الأنفاق والجسور والطرقات العامة يرافقه تلوث ناتج عن عمليات الإنشاء. فالرمال والأتربة المستخدمة والناتجة عن عمليات الحفر والتجريف والهدم والإنشاء وتصريف نواتجها تشكل عوامل لا يمكن تجاهلها في تلويث هواء دمشق وخاصة عندما تستغرق هذه المشاريع مدداً طويلة، دون الأخذ بعين الاعتبار أي نوع من الدراسة الهندسية البيئية المراعية لصحة سكان المدينة ناهيك عن استخدام بعض المواد الخطرة بيئياً في تلك الإنشاءات.

■ عروب المصري

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.