ماذا تقول يا صاحبي أنفلونزا المنافقين

 • النفاق: فعل المنافق، وفعل المنافق هو أن يظهر غير ما يضمر و ما يبطن، وهذا الفعل هو الداء الذي يفتك  اليوم بأسس المجتمع، وينخر بأركانه هكذا جهاراً نهاراً، و بمباركة صريحة، وبتصنيع مسبق ممن بأيديهم السلطة قولاً و فعلاً!!.

● بحسبك أن تقول: النفاق هو الكذب وكفى الله المؤمنين شر القتال!

•  لا يا صاحبي لأن الكذب هو قول غير الحقيقة مطلقاً، بينما النفاق هو أن تقول أو  تفعل أمراً بقصد محدد الغاية والهدف، سداه ولحمته الحصول على منفعة، لا يمكن  الوصول إليها بغير هذه الوسيلة، وهذا ما يجعل الأمر مضراً وخطراً في الوقت ذاته، ضرره ينجم عن كونه يكرس سلوكاً شاذاً سرعان ما يصبح أمراً شائعاً يمارسه الناس على أنه الأمر الطبيعي الذي لا غبار عليه، وهنا الضرر الفادح، أما خطورته فمتأتية من أنه سيصبح باباً وحيداً، أو بكلمة أدق أنه أصبح – فعلاً- ممراً إجبارياً، يفرض على الجميع ولوجه، فهو القانون السائد- شئنا أم أبينا- وهنا مكمن خطورته القاتلة!

● و من المسؤول عن ذلك.. أنا أم أنت؟!! أجبني بمنتهى الوضوح والصراحة.    

•  المسؤول الأساس عن ذلك هو غياب سيادة القانون، والمسؤول عن هذا "الغياب" هم " أهل الحل و الربط"  أي أصحاب السلطة والنفوذ، ومن جلس إلى مائدتهم من المنتفعين المنافقين ليحصل على غنيمته- حسب وزنه و دوره – من الملايين إلى الفتات!

● و نحن ألم نساهم فيما وصلت إليه الأمور؟ ألسنا نتحمل قسطا من المسؤولية؟!

• ما تقوله يحمل قدراً من الحقيقة، فالقوى الوطنية وتحديداً تلك التي شاركت في قيام الجبهة الوطنية التقدمية، شاركت بهوياتها المعروفة بجلاء ووضوح للمواطنين جميعاً، وأزعم أن الدوافع وراء المشاركة قناعاتها بإمكان تحقيق أهدافها الوطنية أو القومية أو الطبقية، ولكن ما جرى على أرض الواقع، جاء على نحو مغاير لما توخوه، فالوقائع كشفت حقيقة الأمور، وأخذت معالم الدرب تتضح فلا مشاركة فعلية، ولا دور إلا ما يرسمه من أمسك بدفة السفينة، وهذا ما خلق المناخ المناسب لتفريخ النفاق والفساد والمفسدين، وقيادات هذه الأحزاب "تحررت"شيئا فشيئا من مهامها النضالية وانزوت أدوارها خجولة أمام الترغيب والترهيب ,واستمرأت نعمة"الوظيفة"ودخلت جوقة التراتيل,فعزلت نفسهاومن ثم أحزابها عن جماهيرها التي لم تعد تثق بها في الوقت الذي تجسدت فيه قوى البرجوازية البيروقراطية والبرجوازية الطفيلية واقعاً ملموساً، وتمركزت الثروة بأيديها , واستشرى الفقر والقهر، وفرغ العمل السياسي من محتواه، وأصبح طقوساً، تمارس على خشبة الواقع، تحشد من أجلها حشود المواطنين "الحزبيين والموظفين والعمال والمستخدمين والطلاب وغيرهم" وبالتفقد اسماً اسماً، وكل من لا يشارك يتعرض للاستدعاء وللسؤال والجواب على "قدر" التقرير المصاغ بحقه!!

ومع استفحال أنفلونزا التقارير وكتبتها، غدا المواطن في مرمى "الهدافين"، وأخذ كل شيء بالتبدل، حتى المظاهرات تحولت إلى مسيرات موجهة، يتصدرها المنافقون "مع حفظ المراتب"، وصارت الشعارات المطلبية والسياسية جملاً تردد عن ظهر قلب من مثل: إلى الأبد.. إلى الأبد و.. بعد الله بنعبدو والكثير غيرها!!

● لا تتوسع في التفاصيل، فالكل يعرفها، وتكلم في المهم وأعطنا الخلاصة، فالمحصلة هي المطلوب.

• للوصول إلى المحصلة لا بد من سرد بعض الوقائع التي نسمعها و نراها كل يوم، والتي أوصلها المنافقون إلى حد الإسفاف. فإن صدر قانون أو مرسوم أو قرار، أو فتح شارع أو شيدت مدرسة أو مستوصف، رافقت ذلك حملة منظمة من النفاق وبكل أدوات الضجيج، وكأن ما صدر لم يصدر مثله في أي بلد في العالم، فهو منحة أو عطاء أو مكرمة تقدم إلى هذا الشعب القاصر المسكين، والشيء المؤسف أن من يبدأ هذه الضجة هم كبار المسؤولين الذين يفترض فيهم الدقة في الكلام المسؤول، فهم "متمرسون" في النضال الجماهيري ويعرفون جيداًً أن الشعب هو صانع التاريخ وصانع المعجزات، فكيف يصبح هكذا قاصراً محروماً، ينتظر من يتكرم عليه بشق شارع أو بتشييد مدرسة. هذا إلى جانب العديد العديد مما كان يجري على كل الأصعدة من الهيمنة على سائر المراكز والإدارات حتى المدرسية صارت حكراً على"الحزبيين"، وتم  التنسيب الإجباري إلى الشبيبة، و"منحوا" الامتيازات التي شرعت الأبواب أمام الانتهازيين و و و...

● أوجعت رأسي بحديثك هذا... أما من حل لهذه المعاناة.. المعضلة؟؟؟؟!

• نعم هناك حل ويعرفه أكثر المواطنين.. وهو ما أريدك أن تحدده أنت!!           

فماذا تقول يا صاحبي؟؟!                    

 

■ محمد علي طه