امتحان أم يوم قيامة!!

قد يدهشكم ما سيرد في هذه المادة، ولكن ثقوا أن هذه القصة جرت أحداثها في السنة السادسة من القرن الحادي والعشرين.

ففي يوم 622006م كان طلاب كلية التربية – قسم رياض الأطفال في التعليم المفتوح على موعد مع تقديم مادة ((قراءات أجنبية - سنة أولى)) وهي باللغة الإنكليزية. دخل الطلاب إلى قاعات امتحاناتهم في كلية الشريعة حسب جداول الأرقام وبعد لأيٍ تعرّف كل منهم إلى قاعته.

ولم يكد الطلبة يبدؤون التقاط أنفاسهم للإجابة عن الأسئلة حتى تعالى صوت مطارق وفؤوس فوق رؤوسهم، ثمّ بدأت السقوف المتهالكة تمطرُ فوقهم غباراً وكلساً وإلخ ...! فكان الاقتراح في القاعات الثلاث التي حدثت فيها الأزمة أن يُنقل الطلبة إلى قاعة أخرى، ثمّ وإمعاناً في هدوء الأعصاب بدأ المراقبون بالصراخ والانفعال في وجه الطلاب ((طبعاً لتوفير جو امتحاني مثالي)):

(لا تتحركوا.. لا تكلّموا بعضكم) وكأنّ هؤلاء مجرمون وليسوا طلبة جامعات.

ثمّ وبعد فترة ليست بالقصيرة اقتيد السجناء إلى غوانتانامو آخر ليُتموا امتحانهم، وبما أنّ العدّاد لم يُقفَل في هذه الفترة فقد كان الوقت ينزف على حسابهم، وجلسوا يُتمّون امتحانهم على مقاعد تشبه مقاعد المراكز الثقافية وعلى جانب كل كرسي (طبلية صغيرة) تستخدم عادة لكتابة الملاحظات أو تتسع لكأس من الشاي في أحسن الأحوال، وكان المطلوب وضع ورقة الإجابة والأسئلة والبطاقة الجامعية والهوية الشخصية بالإضافة لكل الحاجيّات الأخرى عليها.

وبما أن الكراسي منخفضة فقد كانت جلستها غير صحيّة ولما تذمّر الطلاب وحاول بعضهم تخفيف آلام الظهر كان الرد من (المربية المراقبة) في غاية العذوبة: (لا تلتفتوا – لا تظنوا أنفسكم في بيوتكم أو أنكم لا تزالون في فراشكم... أنتم في قاعة امتحان) مما زاد في توتر الطلاب، ولم يمض وقت طويل حتى فوجئ الطلاب بأن زمن الامتحان لم يبق منه إلا ربع ساعة ولم تُجْدِ النداءات في تمديد فترة الامتحان التي هي من حق الطلاب الممتَحنين، لأن الوقت أُهدر بين القاعات، وكان الردّ أن الوقت كان كافياً لزملائكم الذين أنهوا الامتحان وكأنّ المراقبة (الفاضلة) تناست أن الكثيرين من الطلاب (شلفوا الإجابة شلفاً) لأسباب عديدة قد يكون أهمها المعاملة (الحسنة) التي عوملوا بها في هذا اليوم السعيد!!.

فإذا كان هذا واقع الحال في جامعاتنا، فنحن نضع هذا الأمر برسم المعنيين إذا كان هناك معنيون مهتمون بواقع الجامعة وطلابها كي لا تتكسّر أحلام الطلبة بالفؤوس والمطارق آنفة الذكر.

 

■ تمام هنيدي -  قاسيون