معاناة جديدة لجزء من النسيج الوطني

تساءلنا في مقال سابق عن المستفيد من تسخين ملف المواطنين الأكراد على خلفية العديد من الإجراءات التي اتخذت مؤخرا في محافظة الحسكة، والتي تضيف تعقيدات جديدة وتعمق المعاناة أكثر فأكثر وفي ذلك مخالفة صريحة للكلام النظري الذي يقال بخصوصهم والحديث عن اقتراب حل مشكلة المجردين من الجنسية على لسان أعلى الجهات في البلاد ناهيك عن كونها إجراءات مقيتة تندرج في إطار سياسة التمييز القومي والتي هي بالضد من المصلحة الوطنية، ان الذين يفتعلون ويثيرون مثل هذه القضايا إنما يقدمون خدمة صريحة و-لا ندري ان كانت مجانية أم لا- لأعداء البلاد  مهما كانت الحجج والذرائع التي يختبئون خلفها ....

 الجديد في هذه المهزلة هو ما تتضمنه رسالة من مجموعة من العاملين لدى مديرية صحة الحسكة والواردة إلينا (نحن مجموعة من العاملين لدى مديرية صحة الحسكة ممن يسمون أجانب إحصاء 62) نعمل ومنذ أكثر من خمس عشرة سنة وبعقود سنوية تتجدد في نهاية كل عام في البداية أي في بداية عملنا كنا نعمل بشكل طبيعي دون ان نلاقي أية صعوبات ومتاعب في العمل، وأثناء تجديد عقد العمل كنا ندفع رسم العقد فقط ولم يطلب من شيئا آخر إلا انه ومنذ خمس سنوات يطلب منا تجديد عقد العمل ببطاقة عمل أجنبي ومن هنا تبدأ المعاناة والإهانات كون الحصول على البطاقة تحتاج إلى موافقة أمنية والموافقة الأمنية من الصعب الحصول عليها الأبعد .....؟

وفي هذه السنة صدرت تعليمات جديدة يصعب الحصول على تجديد بطاقة العمل إذ تم إضافة إلى الأوراق المطلوبة ( سند إقامة أجنبي، لا حكم عليه، وصورة عن عقد العمل، وإخراج قيد أجنبي وصورة عن ترخيص العمل من وزارة الصحة و...و ) كل هذه التعقيدات ونحن كنا على أمل أن تنتهي معاناتنا من ظلم الإحصاء الاستثنائي وتسترد لنا هويتنا ونحصل على كامل حقوقنا التي حرمنا منها لعشرات السنين، إلا إننا نرى أن الأمور تسير نحو الأسوأ .. فأين السلطات المعنية من تصريح رئيس الجمهورية إلى قناة الجزيرة حول الأكراد المجردين من الجنسية وأنهم مواطنون سوريون ووقع عليهم الغبن إثناء إحصاء 1962؟؟

إننا نطالب برفع الغبن عنا ومعاملتنا كباقي العاملين في الدولة لأننا من أبناء الوطن ولسنا من دولة أخرى.. وتعويضنا عن كامل حقوقنا.

إننا في قاسيون نعلن تضامننا الكامل مع المطالب العادلة لهؤلاء المواطنين السوريين، ونطالب بالتوقف عن سياسة التمييز القومي في كافة المجالات، ونؤكد أن الاستمرار في هذه السياسة لا يقل خطراً عن أي عدو من أعداء بلادنا باعتبارها تزيد الشرخ في الوحدة الوطنية.

 

■ ديريك – مراسل قاسيون