ماذا تقول يا صاحبي العدو واحد

● أولاً.. كل عام وأنت بخير بثلاث مناسبات.. ميلاد الحزب.. وثورة أكتوبر الخالدة.. وعيد الفطر.. وثانياً.. لعلك ستسألني كيف أمضيت أيام عطلة العيد، وبخاصة أننا لم نلتق خلالها؟!

- لا لن أسألك، لأني أعرف كيف أمضيتها كعادتك في زيارات للأهل والأصدقاء، من بيت إلى بيت، وفي كل بيت يدور الكلام وبالتحديد عن واقع الأحوال، واستشراف آفاق الآتي.

● صحيح ماتقول، فهذا ماجرى بالفعل، ولست أجانب الحقيقة إذا قلت لك إن محور أحاديث الناس الذين التقيتهم يصب في مجرى الهم الأكبر ألا وهو هم إنقاذ الوطن مما يترصده، فالوطن كما يقول الجميع يجابه خطراً داهماً، وقعقعة سنابك الأعداء تصل الأسماع، وتقض المضاجع، إنهم قادمون ولا خيار إلا المقاومة.

- أفهم من كلامك أنك تستبعد المساومة، وهذا بالطبع من منطلق الشعور الوطني، فأي وطني يساوم عدواً متوحشاً متحفزاً للانقضاض على الوطن؟، إن لم نقل إنه قد بدأ يغرس أنيابه فعلاً في صدر وطننا الغالي.

● إن شعبنا... وهذا واضح في أحاديث الجميع.. يرفض المساومة على مصير وشرف الوطن، وهو يدرك خطورة التهديدات التي يطلقها الأعداء صباح مساء وبمنتهى العنجهية والوقاحة.

- أنا معك في أن الهم الأكبر هو هم الوطن والمصير، وفي الوقت ذاته ودون انفصام يبرز الهم الداخلي كما هو بحدته وخطورته، وبكلمة أدق: إن جبهة الوطن أصبحت واحدة خارجاً وداخلاً.

● لقد قلتها أنت باختصار وأنا سأقولها بتفصيل أكثر: إن العدو الإمبريالي الأمريكي الصهيوني الذي تآمر ويتآمر محموماً لابتلاع ثرواتنا وأرضنا ووطننا، له استطالاته وامتداداته الداخلية التي استباحت ثروة الوطن والشعب، واشتطت بعيداً في خلق معاناة الجماهير وفي استفحالها يوماً بعد يوم، داعية وممهدة وبلاخجل للانفتاح أمام أطراف الأخطبوط الزاحف نحو الوطن والمنطقة برمتها.

- إذا كانت جبهة الأعداء واحدة فالأجدر والأولى والمطلوب أن يكون خندق الوطن واحداً.. وطبيعي ألا يربض فيه من نهب وسلب وأفسد وأهدر كرامة الوطن والمواطن، لن يربض فيه إلا من كان الوطن في دمه ونبضات قلبه، أما من كانت أوطانهم في جيوبهم، فلا شيء يربطهم بالوطن وبالشعب غير مصالح النهب والاستحواذ والتسلط.

● وأنا بدوري أقولها بأمانة وصدق: لا أحد ممن التقيتهم وهم كثيرون إلا وعبر عن الموقف والرأي عينه.. لاأحد ينطلي عليه أو يخدعه أي طرح لايستند إلى الشعب، ولايعد العدة لمجابهة الأخطار حقاً وفعلاً وعلى أرض الواقع.

- نعم والكل يتساءل:

لماذا التلكؤ  في استنهاض الجماهير وذلك بالالتفات الجدي الصادق لتلبية مطالبها واحترام كرامتها ورأيها.. فهي صاحبة المصلحة الوطنية في الدفاع عن الأرض ولقمة العيش الشريف العزيز. وهي المستهدفة أولاً وأخيراً من الأعداء المتربصين بها.

الجميع يسأل: متى يلتئم مؤتمر وطني عام يتدارس الأخطار التي تهدد الوطن خارجاً وداخلاً، وينهض بأعباء التصدي والمقاومة بنقل الأقوال إلى أفعال ووقائع على الأرض.

الجميع يسأل: من يعوق استنهاض الشعب؟! في الوقت الذي لارهان فيه إلا على الشعب.. وتاريخ شعبنا حافل بملاحم النضال وجليل التضحيات ضد الاستعمار قديمه وحديثه.. فماذا تقول يا صاحبي؟!

 

■ محمد علي طه