من أجل خاطر ابنه.. محافظ طرطوس يعفي مدير ثانوية من منصبه!

بتاريخ 3/4/2006 تبلغ الأستاذ مجد الدين حمود قراره بإنهاء تكليفه من إدارة ثانوية المتفوقين من دون ذكر الأسباب، وباعتبار أن هذا التغيير جاء في سياق استثنائي خلافاً للأصول المعمول بها في مثل هذه الحالات، وباعتبار أن خلفية الموضوع تتعلق بأحد أبناء المسؤولين في المحافظة وهو طالب في الصف الثاني الثانوي في المدرسة المذكورة، لذلك ارتأينا عرض القضية للتأكيد على الدور الذي يمارسه الإعلام في الرقابة وعرض الوقائع كما هي، ثم إن ذيول الموضوع في الأوساط التربوية والمحلية أصبح من الصعب لملمته.

عن أسباب إعفاء مدير ثانوية المتفوقين قال مدير التربية الدكتور علي دلا: إن ذلك تم بتوجيه مباشر من السيد المحافظ حيث لم ينجح مدير المدرسة بالتعامل مع حالة ابن المحافظ كطالب في المدرسة، وتكونت القناعة لدى السيد المحافظ من خلال واقعة ابنه بعدم أهلية مدير المدرسة، لذلك طلب فوراً تغييره وكان القرار. ‏

أضاف مدير التربية إنه لم تصلنا شكاوى أو حالات إهمال أو تقصير على مدير ثانوية المتفوقين، وبالتالي لم يكن لدينا قبل هذه الواقعة ملاحظات على أدائه. ‏

مدير ثانوية المتفوقين عرض الموضوع – القضية- على الشكل التالي: ‏

بتاريخ29/3/2006 المصادف ليوم الأربعاء والذي حدث فيه كسوف للشمس، لم يدخل الطالب مهند كبول إلى الثانوية حيث وصل في تمام الساعة الثامنة والنصف بلباس مدني مع مرافقيه في السيارة الحكومية، وجمع حوله شلة من الطلاب المقصرين دراسيا في الشارع المجاور للثانوية، وافتعل هو وأحد رفاقه مشكلة مع طلاب ثانوية حرفوش المجاورة، فقمت كمدير ثانوية بالخروج إلى الشارع وأنهيت المشكلة، وطلبت تواجد دورية من الشرطة أمام المدرسة منعا لأي إشكال، وذهبت لإعلام مدير التربية ومعاونه بالواقعة، لكنهم كانوا في اجتماع بمدينة بانياس. ‏

في اليوم التالي وفي آخر حصة جاءني من يقول إن مشاجرة حاصلة خارج سور المدرسة، فذهبت مع زميلي مدرس الرياضيات، وإذا المشكلة بين الطالب مهند كبول وطلال راجحة من ثانوية المتفوقين وطلاب آخرين من ثانوية حرفوش المجاورة، فتم إخبار دوريات الشرطة، فحضروا وتعاملوا مع المشاجرة. ومن ثم تم استدعائي على الفور من مكتب السيد المحافظ والسيد مدير التربية حيث ذهبت مع مدير التربية ومساعده لشؤون الثانوي إلى مكتب السيد المحافظ حيث دخلا لمقابلته، وسمعت فيما بعد أن السيد المحافظ أمر مدير التربية بإنهاء مهمتي. ‏

ويعرض مدير ثانوية المتفوقين وقائع الممارسات والسلوك غير المنضبط للطالب مهند كبول وكلها أدلة موثقة ويطلب التحقيق فيها وهي: ‏

1 - استخدام الألعاب النارية «مفرقعات» ضمن الصفوف وأثناء إعطاء الدرس. ‏

2- خلع وكسر مجموعة من أبواب الصفوف. ‏

3 - إزعاجه لمدرسي الديانة والرياضيات والانكليزي والعربي. ‏

4 - تمرده على أي مشروع أو رحلة أو غير ذلك لأنه لم يقم هو بتحديد الزمان والمكان. ‏

5 - هروبه المتكرر من الحصص الأخيرة في المدرسة. ‏

6 - كلامه الدائم انه على استعداد لتغيير المدير وغيره عندما يريد. ‏

7 - رميه أكياس «البانجوس» وأكياس تحتوي على روائح نتنة ضمن الصف. ‏

8 - يحمل جهازاً خلوياً ويقوم بتصوير المدرسات حيث أتت مدرسة الإسلامية باكية إلى الإدارة. ‏

9 - القيام بقذف سلال المهملات ضمن الكوريدورات . ‏

10 - تقصيره الدراسي. ‏

11 - تجميع مجموعة من الطلاب المقصرين دراسيا حوله وممارسة الفوضى. ‏

12 - عدم حضوره الاجتماع الصباحي وتحية العلم. ‏

13 - حديثه الصباحي وضمن الصفوف أن المدير «سيطير» خلال ثلاثة أيام «وضمن هذه المهلة صدر القرار». ‏

يضيف السيد مجد الدين حمود مدير الثانوية قائلا: ‏

لقد قمت بزيارة والده السيد المحافظ أكثر من أربع مرات لعرض واقع الطالب مهند، وفي كل مرة كان يسمعني الكلام القاسي. ‏

إن تصرفات هذا الطالب أدت إلى انتشار الفوضى بين الطلاب وشعورهم بالدونية وكلما حاول أحد من الجهاز الإداري تصويب سلوك أي طالب كان يقول: ألا ترون مايفعله الطالب مهند. ‏

■ تعقيب: ‏

إذن هذه القضية عزلت مدير ثانوية المتفوقين في طرطوس في حين كانت الأوساط المحلية تنتظر الإطاحة بمدير التربية بعد خلاف دام أكثر من شهر امتنع فيها السيد المحافظ عن توقيع بريد التربية وإيقاف جميع معاملاتها، وعلمنا فيما بعد أن وزير التربية زار المحافظة وعالج الموضوع من خلال جرعة المهدئات التي يبدو أن مفعولها لن يطول.

الاربعاء 5 نيسان 2006

■ عن الزميلة صحيفة تشرين