مسلسل الحرائق مستمر والمعنيون غير معنيين!

مسلسل الحرائق مستمر والمعنيون غير معنيين!

استعرت النار واستمرت بالاشتعال المتواصل لأكثر من عشر ساعات متواصلة، بالرغم من كافة المحاولات بإخمادها من قبل رجال الإطفاء وعناصر الدفاع المدني بالإضافة إلى المواطنين.

 

 

غياب دائم للمتهمين

وكما في كل مرة تعزى الأسباب إلى التغيرات الجوية وموجات الحر وارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من المبررات التي تبعد حيز الاتهام عن المتسببين الفعليين لهذه الحرائق أو المعتدين على الأحراج والغابات، والتي يتفق الأهالي بالمناطق كلها التي تأتي عليها هذه الحرائق بأن البعض يفتعلها عن سابق تصميم وتخطيط، سواء من أجل الفحم أو من أجل الأخشاب أو الحطب، بالإضافة إلى محاولات وضع اليد على الأراضي لاحقاً بعد أن تفرغ من كونها أحراج وغابات، لتخضع لقانون الإصلاح الزراعي بالتحسين والتشجير، أو عبر الاستثمار، وغيرها من أوجه الاستفادة والاستغلال.

سواد وتصحر

غابات كاملة وأحراش طبيعية عمرها مئات وآلاف السنين يتم القضاء عليها سنوياً عبر الحرائق، أو التعديات السافرة بقطع الأشجار، لتغدو هذه الغابات والأحراج موحشة وقاحلة يغطيها السواد والتصحر بعد أن كانت ثروة طبيعية وطنية، لها تأثيرها الإيجابي المباشر على مجمل نواحي الحياة، اعتباراً من الناحية البيئية والمناخ مروراً بالجانب الاقتصادي وليس انتهاءً بالجانب الاجتماعي والمعنوي والنفسي.

مستلزمات لا بد منها

المأساة في تكرار هذه الحرائق وانتشارها وتوسع نيرانها، أن جزءاً هاماً من هذا التكرار والتوسع والانتشار يمكن تلافيه أو الحد منه عبر بعض الإجراءات التي من الواجب أن يتم اتخاذها، ولكن مع الأسف وكأن المعنيين غير معنيين!.

فعدد عناصر الضابطة الحراجية غير كاف عملياً من أجل تغطية المساحات الواسعة من الغابات والأحراج المنتشرة، ناهيك عن وجود بعض الإهمال أو التواطؤ من قبل بعضهم، حيث من واجب هؤلاء المراقبة الدائمة لهذه الأحراج حسب القطاعات المكلف بها كل منهم، بالإضافة إلى الإبلاغ عن المشتبهين وإلقاء القبض على المتعدين والمتجاوزين للقانون.

كذلك الأمر من حيث النقص بمعدات وتجهيزات الإطفاء، حيث ما زالت التجهيزات الموجودة قاصرة عن تطويق الحرائق وإخمادها بالسرعة المطلوبة قبل استعارها وانتشارها، فمن الواجب تأمين هذه التجهيزات والمعدات، وخاصة الحوامات المتخصصة بالإطفاء، وذلك كون الكثير من الغابات والأحراج يصعب الوصول إليها والتجول بها عبر سيارات الإطفاء والآليات العادية.

جدية التحقيقات

ولعل الأهم من ذلك كله هو الجدية بالتحقيقات، حيث بات من الضروري إيلاء هذا الجانب الحيز اللازم من الاهتمام على أعلى المستويات، خاصة مع وجود الكثير من الأحاديث التي تدور عن وجود فاعلين ومستفيدين ومستثمرين مباشرين لهذه الحرائق والتعديات، حيث بات من المستغرب هذه اللامبالاة تجاه ما يجري بحق الأحراج والغابات والطبيعة والبيئة، منذ سنين، وعلى علم ودراية من قبل الجهات الرسمية كافة وعلى أعلى المستويات.

فهل من آذان صاغية قبل أن تفتك تلك الحرائق والتعديات الجائرة وتجهز على ما تبقى من غابات وثروات حراجية طبيعية، أم أن مصالح بعض المستغلين والمستفيدين أكبر وأهم من ذلك؟.