رياض أبو جمرة رياض أبو جمرة

مع السلامة

غاب وغابت لغة الحمامة

وأغلقت نوافذ الليل السحيق

انكسرت زجاجة المدامة

واهتزت الزيتونة المقدسة

فوق ضفاف الشام

وانحدرت دميعة وزنبقة

على شفاه الحق والحياة والشهامة

وارتسمت علامة

فارسنا الخالد ما مات

فثوب الصمت قد غطاه

كي نشهد في الفجر قيامه

يمشي على أرصفة النهار

في دمشق...في بغداد...في تونس...في تهامة

حصانه من عسل

ووردة قد ذوّبت حسامه

فامتشق الحرف وغنّى

فاسمعوا كلامه

عقدا من اللؤلؤ

ألف شامة

قد زيّنت جيد الشحارير

وأوراق النخيل الفذ والنعناع

وانطلقت تحدو مع الشراع

عبر بحار العتم والقتامة

الياسمين ما انتهى

ولا انتهت أسطورة الوسامة

على جبين الحب والحياة

علقوا وسامه

فالقمر الشاميّ ما غاب

ولن نقول للسنى الوداع

وإنما تحية خضراء

ولتمض مع الربيع والبديع والسلامة