زهير مشعان زهير مشعان

مؤسسة السكك الحديدية في دير الزور مشاريع مهملة ومطالب غير مستجابة

لا شك أن عصب أية تنمية، اقتصادية كانت أو اجتماعية، هو المواصلات. والسكك الحديدية من أرخص وسائل المواصلات تكلفة، وأكثرها أماناً، كما أنها تخدم أغلب أفراد المجتمع ووسائل الإنتاج بأنواعها المختلفة. وقد زاد إقبال المواطنين عليها في الفترة الأخيرة بعد ارتفاع أسعار الوقود، وخاصةً في المحافظات الأكثر فقراً وإهمالاً من الناحية التنموية، والتي تدعى-ويا لسخرية الأقدار- بالمحافظات «النامية». هكذا نشهد في محافظة دير الزور إقبالاً متزايداً على التنقل بواسطة القطارات، رغم الحالة المتدهورة للخطوط الحديدة في المحافظة، بسبب الإهمال والتسيب الكبيرين اللذين تتعرض لهما من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المؤسسة العامة للسكك الحديدية في دير الزور.

 دير الزور.. وركاب بلا محطة؟!

يعاني ركاب دير الزور معاناة كبيرة في الوصول إلى القطار المغادر منها إلى الحسكة والقامشلي وإلى حلب، بالإضافة إلى أن ذلك يكلفهم مادياً أكثر من أجرة القطار غالباً، وهذا يشكل لهم عبئاً إضافياً، فوق الارتفاع المستمر والمتزايد لتكاليف الحياة والمعيشة، حيث يضطرون للذهاب إلى محطة البضائع التي تبعد /15/ كم عن المدينة، بدل أن يغادروا من محطة الركاب، ولا يوجد لدى المؤسسة سوى (ميكرو) يتسع لـ/24/ راكباً فقط، وتبرر المؤسسة ذلك بعذر لا يقل قبحاً عن الذنب، وهو عدم توفر قاطرة توضع في دير الزور للتبديل في المحطة التي كلف إنشاؤها الملايين!؟ وقد أكد لنا رئيس مكتب نقابة عمال السكك الحديدية سليمان العجيل عكس ذلك، وأن النقابة وجهت مذكرة إلى اتحاد عمال دير الزور برقم /84/ ص تاريخ 6/8/2008، ومنه إلى الاتحاد العام والجهات المسؤولة حول ذلك، بالإضافة للمطالبة بزيادة عدد العربات في ظل زيادة إقبال المواطنين على استخدام القطار في التنقل، وللآن لم يتم اتخاذ أية إجراءات أو حلول عملية لذلك، رغم أنها لا تحتاج إلا لجهود بسيطة، واهتمام جاد من المؤسسة ومسؤوليها اللامبالين؟؟
 
مشروع تأخر إنجازه ثلاث سنوات!؟

  يعاني مشروع الخط الحديدي بين دير الزور - البوكمال، والذي يربط سورية بالعراق أيضاً، من تأخر كبير في إنجازه، حيث كان مقرراً الانتهاء منه في عام 2005، وحتى تاريخه لم ينجز، والعمل يسير ببطء شديد نتيجة التسيب والفساد، وكثرة الإدارات المتعاقبة عليه، وإهمال الإدارة العامة للمؤسسة، كما أن هناك ملاحق عقود  لشركة استصلاح الأراضي ، متوقفة في وزارة النقل ، ويحتاج المشروع ليس إلى متابعة جدية فقط، وإنما إلى محاسبة المسؤولين بشدة !! ناهيك أن كثيراً من الأعمال الخاصة لم تنجز، كالجسر المقرر عند قرية (الصبحة) الذي تعهده المقاول تيسير الحديدي. وقد وجهت النقابة أيضا مذكرة بهذا المشروع وملابساته.
إن المستفيد من إعاقة هذا المشروع الهام هو شركات النقل الكبرى، وقوى الفساد والنهب، والمتضرر هو الشعب والوطن!

 مشروع سكة حديد دير الزور - دمشق؟

هذا المشروع  الذي من المفترض أن تكون له أولوية الإدراج في الخطط الخمسية، لأنه يربط دير الزور بالعاصمة، والذي وضعت إحدى الشركات الأجنبية الدراسات الأولية له منذ سنوات، لا يزال حبيس الأدراج!؟ والمشروع يحتاج فقط إلى مد مائتي كم من الخط الحديدي، أي إلى تدمر فقط.
إن المستفيد من عدم إدراج المشروع في الخطط الخمسية السابقة، وخاصة الخطة العاشرة الأخيرة هو: شركات النقل الكبرى، ذات الامتيازات العظيمة، والسطوة الكبيرة على ما يبدو في الحكومة، وخاصة: وزارة النقل، وهيئة تخطيط الدولة.
إننا في قاسيون نؤكد أن تحقيق التنمية في المنطقة الشرقية، يكون بالأفعال، لا بالأقوال والمؤتمرات الاستثمارية الوهمية، كالمؤتمر الذي عقد منذ أشهر في دير الزور، ولم يتمخض عنه شيء يذكر حتى الآن! وتحقيقها لا يخدم المنطقة وحدها بل يخدم الوطن والمواطنين كلهم، كما نشد على أيدي نقابة عمال السكك الحديدية ، واتحاد عمال دير الزور، ونقف إلى جانبهم في مطالبهم ومطالب المواطنين، ونتوجه إلى السيد رئيس الجمهورية لوضع حد للفساد والإهمال الذي يعم المنطقة الشرقية.