أهالي البوكمال وريف دير الزور: داعش.. الحصار والسجن الكبير..!

أهالي البوكمال وريف دير الزور: داعش.. الحصار والسجن الكبير..!

الحصار الذي يفرضه التنظيم الفاشي التكفيري - داعش - ليس على أحياء المدينة التي ما زالت تحت سيطرة الدولة، وإنما يشمل، أحياء المدينة الأخرى وريف دير الزور كاملاً، حيث منع التنظيم المواطنين من المغادرة خارج المحافظة إلى الحسكة أو دمشق، وكذلك المغادرة من الرقة إلى حلب وحمص وحماة..

 

ومن يقوم بتهريب الأهالي فحكمه القصاص وقطع الرأس، وأوقف كذلك موافقات المغادرة التي كان يمنحها بسبب المرض، وبالتالي أصبح المواطنون كما يقولون في سجنٍ كبيرٍ..

قطع الأرزاق وقطع الأعناق.!

نتج عن هذا المنع والحصار احتجاز ليس مئات الآلاف من المواطنين المقيمين فقط.. بل أيضاً الكثير من المواطنين الذين يعملون في دول الخليج، وجاؤوا لقضاء شهر رمضان والعيد مع أسرهم، ناهيك أن كثيراً من العوائل الأخرى تعيش على مساعداتهم وتحويلاتهم، وأنهم أيضاً خسروا فرصة عملهم، وأصبحت كلفة مغادرة الشخص الواحد تهريباً لا تقل عن 300 ألف ليرة، مع المخاطر بالاعتقال والتعرض للقتل إضافةً إلى مخاطر الطريق على الحياة من الحواجز وقطاع الطرق ومشقات  السفر في طرق البادية، وإذا نفذوا ووصلوا إلى مداخل المحافظات الأخرى يتم احتجازهم في مخيمات ومعسكرات لعشرات الأيام وحتى الاعتقال، بتهمة التواجد في مناطق سيطرة داعش، ويضطرون أحياناً لدفع مبالغ للسماح لهم بالدخول ..

أمّا أجور النقل المسموح به من دمشق إلى البوكمال فهي 40 ألف ليرة للشخص في الباصات و120 ألف ليرة بالفانات الصغيرة، بالإضافة إلى أن المرضى الذين بحاجةٍ للعلاج ليس أمامهم إلاّ الموت مرضاً وقهراً!

 الموت جوعاً.!

كما نتج عن هذا الحصار أيضاً ندرة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، حيث ارتفعت أجور النقل في برادات نقل المواد الغذائية، من دمشق إلى الميادين والبوكمال لحدود مليون ليرة للسفرة الواحدة ويتم دفع مليوناً آخر رشاوى وإتاوات للحواجز، ويُحمّل ذلك كله على جيب المواطن المستهلك، من قبل التجار المتعاونين مع داعش،والحواجز وطال الارتفاع أيضاً المواد الغذائية المنتجة محلياً حيث وصل سعر  كغ القمح إلى 160 ليرة وتضاف له تكلفة الطحن والخبز أو الحطب لخبزه، وأصبح الخبز يباع بالرغيف فسعر 5 أرغفة صغيرة الحجم ورقيقة 100 ليرة وهي لا تكفي فرداً واحداً من الأسرة يومياً، ولم يعد بإمكان المواطنين تأمين لقمة عيشهم بسبب عدم وجود عمل، حتى الزراعة لم تعد كافية ولو لنصف المعيشة نتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج من بذار وسماد ومحروقات وتوقف مشاريع الري وندرة المياه.!

الكهرباء والماء..

ترتبط الكهرباء بتوفر المحروقات وأسعارها التي ارتفعت أضعافاً، حيث ارتفع سعر6 أمبيرات كهرباء لمدة ساعة واحدة صباحاً وأخرى مساءً، أي أمبيراً واحداً تقريباً كل يوم من 2700 ليرة إلى 4500 في الأسبوع، أي في الشهر حوالي 20 ألف ليرة، كما ترتبط مياه الشرب بالكهرباء، وأصبحت تكلفة ملء خزان المنزل عن طريق الصهاريج من مياه الينابيع المقبولة نسبياً للشرب 4000 ليرة في مدينة البوكمال، والمياه الخامية من نهر الفرات مباشرة 2000 ليرة، ويضاعف السعر لإيصالها إلى القرى والبلدات في الريف.!

الممنوعات تزداد اتساعاً.!

لم تعد الممنوعات تقتصر على بعض المهن كالحلاقة والخياطة النسائية وأطباء النسائية وغيرها.. ولم تعد تقتصر أيضاً تحديد شكل اللباس للرجال والنساء والعلاقات الاجتماعية الريفية القائمة على الاختلاط والتعاون، أو على إلغاء التعليم بمراحله كافة وإغلاق المدارس، بل أصبح من الممنوع إعطاء دروس خاصة في المنازل، ومن يتم كشف أمره يتعرض للاعتقال والجلد، وربما تقطيع الأعضاء وقطع الرأس باعتبار أي تعليم - خارج أطرهم الفكرية -  كفراً وارتداد.!

الناس تريد الخلاص.!

لقد أصبحت الحياة تحت هيمنة التنظيم الفاشي (جحيماً لا يُطاق) كما أكد العديد من الأهالي في اتصالاتٍ مع قاسيون، ويناشدون الشخصيات والقوى والدول التي لها تأثير العمل على إنهاء معاناتهم ومعاناة الشعب السوري ككل، وأنهم أصبحوا تقاطع نيرانٍ من الأطراف كلها.