لبنان.. اللاجئون السوريون في مخيم الصبر.. نحن أحياء أموات.!

لبنان.. اللاجئون السوريون في مخيم الصبر.. نحن أحياء أموات.!

في تواصل واتصال مباشر مع قاسيون من مخيم (الصبر) في منطقة زحلة بلبنان تحدث بعض اللاجئين السوريين عن مأساتهم والمعاملة السيئة التي يلاقونها، ويقولون نحن أحياء أموات..!

وضعنا مأساوي

المخيم هو واحد من مخيمات عديدة منتشرة في المنطقة ولبنان ككل، ويضم تقريباً 70 خيمة، وتحوي كل واحدة حوالي 7 أو 8 أفراد ، وبعض الخيم تحوي أسرتين، ويستأجر اللاجئون أرض الخيمة 8 أمتار طول و8 عرض من أصحاب الأرض بحوالي مليوني ليرة لبنانية، أي حوالي 800 دولار، أو 400 ألف ليرة سورية، وتكاليف كهرباء بين 40 و 50 دولار وتكاليف ماء حوالي 5 آلاف ليرة سورية، وكلها على حسابنا، ويحصل اللاجئ عل 27 دولاراً عن كل فرد من أفراد الأسرة لخمسة أشخاص فقط وإذا كان عدد أفراد أسرته أكثر لا يصرف لهم شيء، ويجري الطبخ في الخيمة أما الصرف الصحي فهو مشترك بين بعض الخيم. وأحياناً يجري توزيع سلل غذائية عن طريق الصليب الأحمر والشيء المستغرب أنهم يأخذون منّا عشرين ألف ليرة لبنانية عن كل سلة، علماً أنها من قبل الأمم المتحدة ومجانية، وكذلك بعض المساعدات من قبل بعض الجمعيات الخيرية الأهلية، وهي لا تكفي ولا تسد حاجتنا الغذائية.!

الممنوعات كثيرة.!؟

من الأوراق الخاصة باللجوء التي تقدم لممثلي الأمم المتحدة تعهد بعدم العمل، وإذا اكتشف أحدنا أنه يعمل يُحرم من المساعدة المالية، ويمنع التجول لللاجئين بعد الساعة الثامنة مساءً، ويتعرض المخيم للمداهمات المستمرة فجراً من قبل الجيش وقوى الأمن اللبناني، كما يمنع اللاجئ السوري من تسجيل سيارة باسمه، وممنوع استخدام الدراجة النارية أو الهوائية (البسكليت) حيث نعتبر مشبوهين دائماً.؟

وضع صحي سيء.!

خيمة اللجوء لا تقينا من حرّ الصيف ولا برد الشتاء، وكذلك لقلة الغذاء نحن عرضة للإصابة بالأمراض باستمرار وخاصة أطفالنا، ولا تستقبلنا المشافي حتى ولو بحالة إسعافية إلا بدفع رشاوى كبيرة ، ولا يسمح لنا بتسجيل مواليدنا حتى ولو كان ذلك بمشافٍ رسمية وليس الخاصة فقط.. إلاّ بوساطة كبيرة أو بدفع رشوة كبيرة أيضاً، وأحياناً يأتي أطباء عن طريق الأمم المتحدة، ويقومون بمعالجتنا في المخيم بأجهزة بسيطة وأدوية قليلة.!

التعليم لا يقل سوءاً.!

التعليم ضعيف جداً أيضاً، سواء في العطاء أم في المناهج، فأطفالنا مهملون لأن المعلمين فقط من اللبنانيين، ولا يسمح بعمل المعلمين السوريين من أبناء المخيم، لذا يمكن اعتباره مثل قلته.. ومن يتوفر لديه مدخرات يسجل أبناءه في مدارس خاصة وبمبالغ كبيرة.! 

استغلال وابتزاز.!

نحن نضطر للعمل سراً ولو بأجور ضعيفة لتأمين لقمة عيشنا، ونتعرض للنصب والاحتيال والابتزاز، قمنا منذ أيامٍ بالعمل لدى أحد اللبنانيين، وكنا حوالي سبعة أشخاص، وكان اتفاقنا على أجور3000 دولار، وبعد انتهاء العمل رفض إعطاءنا وهددنا بالإبلاغ عنّا، ولا نستطيع تقديم شكوى اتجاهه لأننا إذا فعلنا ذلك سنسجن نحن، كما نتعرض للاعتداء المباشر من قبل الزعران، وإذا اشتكينا سنسجن نحن أيضاً.!

وأكد اللاجئون في نهاية الاتصال، أنهم متمسكون بسوريتهم ووطنهم، وأن الأوضاع الأمنية والمعاملة والخوف هو الذي دفعهم للتهجير، وأنهم سيعودون إلى مدنهم وقراهم بمجرد، انتهاء الأوضاع. ويطالبون الأمم المتحدة بالقيام بحمايتهم ورعايتهم ريثما تتوفر الظروف المناسبة للعودة إلى ديارهم.