لقطة من سورية

تتوقف سيارة ألمانية فارهة في عرض الطريق قبالة أحد أبواب فندق من فئة النجوم الخمس، ويترجل منها «رجل أعمال» شاب وهو يتذمر لأن سيارات نظرائه المستثمرين قد سبقته إلى التوقف بأماكن أقرب إلى باب الفندق..

وحين يهم بالدخول إلى بهوه للمشاركة في أحد مؤتمرات المستثمرين الجدد التي كثرت في الآونة الأخيرة دون أن تسفر عن جديد، اللهم إلا عن مزيد من المضاربات في القطاعات غير الإنتاجية، يسمع صوت صفارة شرطي «درويش» لا يدرك خطورة ما يفعل، تأمر بتحرك السيارة لكي لا تعطّل حركة السير.. عندها يستشيط المستثمر الشاب غضباً، وينهال على الشرطي الساذج بالشتائم، مهدداً إياه بالنقل إلى القامشلي أو البوكمال أو جهنم الحمراء بسبب قلة أدبه.. يتسمّر الشرطي في مكانه صامتاً ذاهلاً مصعوقاً، بينما يكمل الآخر سلسلة تقريعاته وتهديداته حتى يفرغ ما في جعبته ويفتر غضبه..

بعد قليل، يعدّل المستثمر من هيئته ويدخل إلى عالم النجوم الخمس أو السبع أو المائة، ويعود الشرطي إلى الصفير على سائقين لا يستطيعون سوى شتم الحكومة في سرّهم، والتوسل له لكي لا يخالفهم ويكتفي بدس أكبر قطعة نقدية سورية في جيبه..