قصص قصيرة جداً من المنطقة الشرقية!؟

القصص القصيرة جداً هي أشد أنواع القص الحديث فتكاً وفضحاً للواقع.. مكثفة ومركزة وتجسد مآسي كبيرة بكلمات قليلة.. وإليكم الدليل..

لا شواطئ ولا حدائق مجانية بعد اليوم

شواطئ الفرع الصغير من نهر الفرات محجوزة للمستثمرين.. العديد من الحدائق العامة مستثمرة وأسعارها فوق سياحية لخدمات أدنى من عادية..!! أما التي لم تستثمر فمهملة وألعاب الأطفال فيها مدعاة للسخرية.. حديقة المطار القديم وحديقة حويجة صكر. سأل الطفل أباه الفقير: أين سألعب يا أبي..؟ أجابه بكآبة: تعال يا ولدي نبحث عن حدائق وشواطئ بديلة كالطاقة البديلة.. ألا تحب الأحلام؟ وغفا الطفل على كتف والده. 

مكعبات وسط المدينة

عشرون كشكاً ونيف.. متران بمتر تقريباً  من صفائح الحديد.. احتلت جزيرة المنتصف وأُجرّت للباعة الجوالين بأسعار يسمونها (رمزية) باستثناء ذات المواقع المهمة، فهي لذوي الحظوة لأن مجلس المدينة فقير وغرق في وهم الاستثمار.. منظر بائس يثقب العين.. تحديث وتطوير أليس كذلك..!؟ 

الكبير والصغير بخمسين..

و«الحسّابة بتحسب»:

منذ وجد نهر الفرات.. وجدت السياحة المجانية والقرابين.. أليس الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار!؟ مع التلوث الكبير أصبحت السباحة خطرة... المسبح الحكومي الوحيد أخذه مستثمر.. الصغير والكبير بخمسين.. يا بلاش!؟ لكن زاد عدد القرابين..

أريد أن أقلع!

أريد أن أقلع، قالها بوهن الفلاح المسكين: جاءه الجواب الأول: لست طبيب أسنان. الجواب الثاني: أريد بطاقة قلع للشوندر.. لقد طبخ وأصبح جاهزاً للأكل بسبب الحرارة المرتفعة عندنا.. الجواب الأخير: انتظر حتى ينتهي شوندر المحافظات الأخرى. وسأل نفسه: ترى لماذا أوقفت الرقة استقبال الشوندر من المحافظات الأخرى؟.

نور يا نور!

مبنى دائرة حكومية جديد يزهو بعشرات الأنوار في طرف المدينة الشرقي. سر القادمون والمغادرون من اللوحة.. حارة الطب المجاورة (هرابش) أدهشها المنظر الأخاذ الذي أثار ظلمتها.. غارت بقية الحارات الفقيرة وتمنت أن يكون بجانبها دائرة حكومية..!!

كرم حاتمي..

تبرعت إحدى شركات الأدوية الحاتمية عفواً الخاصة لمديرية الصحة ـ بجرعات من أدوية التهاب الكبد الوبائي المنتشر في المنطقة الشرقية من دير الزور، بسبب التلوث وخاصة المياه، قسم من الجرعة تنتهي صلاحيته في 13/7، والآخر في 30/7، الطبيب المسؤول عن القسم عندما أخبروه بالأمر هز رأسه لا مبالياً والآخرون اضطروا للسكوت.. أبشروا أيها المرضى بالشفاء العاجل! 

هاتف ما بعد منتصف الليل

الثانية والنصف بعد منتصف الليل وهو وحده، رن جرس الجوال.. جاءه الصوت غاضباً عنيفاً حاداً: اقطع الكتابة يا... وإلا...

فكّر برهة بعد أن أغلق السماعة، لعل تركه للكتابة ينهي الفقر والنهب والفساد.. ونام وأوصى أولاده: لا ترفعوا السماعة، وغفا، ولأول مرة لم يأته كابوس منذ أن سمع بالخطة الخمسية العاشرة.!!