الرقة: الأشجار أيضاً من ضحايا الأزمة

منذ أيام تتعرض غابة «حميدة الطاهر» للقطع، وهي تقع على أطراف مدينة الرقة ومساحتها حوالي 300 دونم وعمرها أكثر من عشرين سنة على الأقل،وهذا القطع المتعمد يتم تحت أنظار مخفر الضابطة الحراجية الذي يقع فيوسطها وبالقرب من حاجز للقوات النظامية والأجهزة الأمنية..

 

والأوللم يتحرك وكأنّ هناك أوامر منعته من التحرك، وإمّا أنّه متواطئ أو خائف وعاجز، وذلك لن يحميه ويعفيه من المساءلة بل حتى يعتبر ذلك خيانةٍ للشعب والوطن والطبيعة..

والثانيلم يتحرك أيضاً وهو يرى بعينه الجريمة والمناشير وهي تقطع أعناق الأشجار، وتحمل رقابها في السيارات دون أن يسمع عنينها الذي طغى عليه صوت قصف المدافع على مزرعة الحمدانية، بل ورفض التحرك رغم شكوىالمواطنين وسماع نحيبهم وهو يضع في أذن طيناً وفي الأخرى عجيناً ويقوللا علاقة لنا..

بينما هم وأمثالهم ومعلموهم يسمعون أي مواطنٍ يهمس لرفيقه  حرية.. فيلهبون ظهره ورجليه بالسياط، ليرفع إصبعه ويطلب التوبةّ على الأقل..

أمّا أحد المسؤولين الكبار في المحافظة فقد قال لمن راجعه واشتكى له محاولاً إخفاء عجزه وجبنه، أو تواطئه:

حدثني عن خبز المواطن فقط .. وكأننا لسنا من المهتمين بلقمة الشعب.. أو أنّه لا يعلم بأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وأنّ المساءلة التاريخية على الأقل لن تنساه وخاصةً أنه ابن المنطقة والبيئة ذاتها..! فماذا نقول عمّا يجري..؟

هل هو اغتيالٌ ..أم قتلٌ مُتعمد وجريمة مع سبق الإصرار والترصد.. أم أنّ الأمر أكبر من ذلك.. هو تدمير ممنهج للوطن والطبيعة والإنسان في وطننا الحبيب سورية.. وهذا ما نلمسه ليس في الرقة فقط ..وإنما في كل أنحاء الوطنويشمل كلّ ما يتعلق ببنيته التحتية من معامل ومدارس وشوارع وطرقات و..و..وحتى الغابات والطبيعة.. والمؤسف أنّ ذلك لا يتم فقط بيد أعداء الوطن فقط  وإنما بيد بعض أبنائه ممن دفعهم الجشع والفساد والعمالة وربما الجهلللتصرف بوحشية، ليس العمل بشريعة الغاب فقط.. وإنما بتدمير الغابة ذاتهاوإن كان بعض المواطنين قد اضطروا لقطع الأشجار في الشوارع والحدائق لتدفئة أطفالهم المهجرين وهم يبكون من الألم، أو حتى دفنوهم فيها لعجزهم عندفنهم في المقابر.. فكيف بمن يقتل الوطن ويدفنه بيده دون أن يذرف دمعةً واحدة، بل ينظر إلى لمعان الذهب فيرى نفسه بزهوٍ.. وكذلك إلى مرآة الفضة لكنها لا تقتله كدراكولا..

أيها المواطنون الشرفاء أينما كنتمهُبّوا لِحِمَايةِ شَعبكم ووطنكم وأمكم سورية..!

• مواطنٌ