في معرة النعمان الأهالي في مواجهة (النصرة)

في معرة النعمان الأهالي في مواجهة (النصرة)

ما زال أهالي معرة النعمان بريف إدلب يواصلون مظاهراتهم واحتجاجاتهم شبه اليومية، وذلك منذ يوم السبت المنصرم، وذلك من أجل إخراج عناصر جبهة النصرة من مدينتهم، على الرغم من المساعي اليائسة لهؤلاء التكفيريين الرامية إلى التهدئة مع الأهالي، بغاية ثنيهم عن مطلبهم هذا، والتخفيف من غضبهم تجاههم.

 

حيث، وبعد أن قام الأهالي باقتحام أحد المقرات الرئيسية لجبهة النصرة في المدينة، وإخراج بعض المعتقلين لديها من هذا المقر وإضرام النار فيه، وتمزيق الراية السوداء الخاصة بالنصرة من على بوابة هذا 

المقر، قامت النصرة بالإفراج عن مجموعة أخرى من المعتقلين، تحت ضغط العمليات الاحتجاجية الشعبية، في محاولة لامتصاص الغضب الأهلي، ولكن دون جدوى حتى الآن؛ حيث ما زال الأهالي يواصلون احتجاجاتهم، مرددين بعض الشعارات الرافضة للنصرة مثل «سورية حرة حرة والنصرة تطلع برة»، وغيرها من الشعارات والهتافات، مؤكدين على مطالبهم باستكمال الإفراج عن بقية المعتقلين، وخروج النصرة من مدينتهم.

نساء وأطفال محتجين ومتظاهرين

يشار إلى أن جبهة النصرة تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة كاملها، عبر محاولاتها لاجتثاث غيرها من التنظيمات والتشكيلات المسلحة فيها. كما وتقوم بمقابل ذلك على فرض وجودها على الأهالي بالترهيب والعنف والنار، إضافة لممارساتها التكفيرية الأخرى، مما عزز من استياء الأهالي هناك، وحفز شجاعتهم للوقوف بوجهها عبر العديد من الاحتجاجات والمظاهرات، التي شارك بها النساء والأطفال أيضاً، بشكل ملفت.

سيطرة وصراع نفوذ

في سياق متصل، تسعى تركيا يائسة لاحتواء متغيرات الوضع الاقليمي والدولي المتسارعة، مع الخطوات العملية الجارية بجنيف، من أجل الحل السياسي الشامل في البلاد، والاستمرار الجدي بمحاربة الإرهاب ومنظماته، وتحديداً داعش والنصرة والقاعدة، وذلك من أجل الحفاظ على وجودها ونفوذها المرتبط بوجود بعض الفصائل المسلحة المحسوبة عليها، والممولة والمدارة من قبلها.

حيث تسعى إلى توحيد هذه الفصائل، مع شبه مقدمات للإعلان عن فك ارتباط هذه الفصائل مع النصرة والقاعدة، خوفاً من الاستهداف، وبما يفسح المجال أمامها لاستمرار هذا النفوذ. واهمة أنه يمكنها عبر ذلك أن  تحقق بعضاً من خلط الأوراق، أو أن تعرقل أية حلول إيجابية ممكنة، في المستقبل. 

الأمر الذي حفز النصرة إلى محاولة استباق المسعى التركي بمحاولة فرض وجودها وسيطرتها على المنطقة، والبدء بالاقتتال والصراع مع تلك الفصائل والتشكيلات، بغاية إنهائها، وتوسيع مناطق نفوذها وسيطرتها، وهي التي كانت بالأمس القريب رفيقة السلاح لها، حيث لم تتمكن من بلع الخازوق التركي، عبر ما كان حليفاً لها من تلك الفصائل.

«مسلّة» شعبية بوجه النصرة

هذه المتغيرات جميعها فرضت على الأهالي شكلاً جديداً من المعاناة، وتخوفاً مشروعاً من استمرار التواجد النصروي في مناطقهم، بحال تمكنوا من فرض نفوذهم بالقوة عبر اجتثاث غيرها من الفصائل والتشكيلات المسلحة. 

ومع تزايد عنف النصرة، وظهور وجهها القبيح بشكل أكثر جلاءً ووضوحاً، ما كان من الأهالي إلا أن انتفضوا بوجهها، موجهين لها انذاراً شعبياً حاداً، لم يسبق له مثيل، خاصة مع الاقتحام العملي للمقرات الخاصة بها وتمزيق رايتها، الأمر الذي كان بالنسبة لعناصر جبهة النصرة «مسلة» اخترقت ما تدعيه من شرف وعنفوان وبيئة حاضنة، وكان وقعها وأثرها أكبر وأشد من وقع الخازوق التركي، عبر فصائله الحليفة.

غداً لناظره قريب

ما جرى ويجري في معرة النعمان وغيرها من المدن والقرى في إدلب وريفها، وغيرها من المناطق المؤهلة للانتفاض بوجه الإرهاب والتكفير، يدل بشكل مباشر وبما لا لبس فيه، إلى أن الأهالي ومع البدء بتطبيق وقف العمليات القتالية والهدنة، ومع السير الحثيث باتجاه الحل السياسي الشامل، قد بدأوا بشحذ ورص قواهم بمواجهة القوى التكفيرية والإرهابية، مؤكدين على تمسكهم بوحدتهم وتماهيهم مع أرضهم.

وإن غداً لناظره قريب!.

آخر تعديل على السبت, 19 آذار/مارس 2016 15:09