القافلة تسير...

القافلة تسير...

في الأيام القليلة المنصرمة، وعلى وقع التقدم باتجاه عقد جنيف3، والحل السياسي الشامل، الذي يترقبه عموم السوريين بإيجابية، ازداد سعار المجموعات الإرهابية، ومن خلفها، وازداد معه معدلات إجرامها، حيث قامت تلك المجموعات بجملة من عمليات التفجير الإرهابية، بالإضافة إلى زيادة جرعة استهداف الأحياء السكنية بالقذائف الصاروخية والهاونات، في العديد من المناطق والمدن السورية.

يث تم استهداف حي الوسطى بمدينة القامشلي بتفجير إرهابي بعبوة ناسفة ارتقى بنتيجتها ثلاثة مواطنين وأصيب العديد منهم جرحى، بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية الأخرى، وقد كان سبقه تفجير بعبوة ناسفة أخرى في شارع ميامي بالمدينة، كان ضحيته ارتقاء مواطنين اثنين، مع جرحى ومصابين آخرين.

يشار إلى أنه سبق وأن تعرضت مدينة القامشلي إلى تفجيرات إرهابية في وسط المدينة وذلك بنهاية العام المنصرم، تسببت تلك التفجيرات بحينها بارتقاء 18 مواطناً وإصابة العديد بجروح، بالإضافة إلى الخسائر بالممتلكات والماديات.

حمص

وفي مدينة حمص تم تفجير عبوة ناسفة في حي الحمراء قرب مدرسة أم البنين، واقتصرت الأضرار على الماديات وبعض الممتلكات فقط، دون وقوع إصابات، وقبل أيام تم استهداف حي الزهراء بتفجير سيارة مفخخة تبعها تفجير إرهابي لانتحاري بحزام ناسف، بنفس الموقع، أدت إلى ارتقاء 24 مواطناً وإصابة العشرات بجروح، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة بالأبنية والبنى التحتية في الحي، وقد كان الترتيب الزمني مقصوداً لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في المكان.

يشار إلى أن حي الزهراء كان قد تعرض خلال العام المنصرم لعدة تفجيرات إرهابية مشابهة، كان ضحيتها العديد من المواطنين بين شهيد وجريح.

حلب

وفي مدينة حلب تم استهداف حي العزيزية وشارع أوغاريت بالعديد من القذائف الصاروخية، كان نتيجتها العديد من الإصابات بين المواطنين، بالإضافة إلى بعض الخسائر بالممتلكات.

يشار أيضاً إلى أنه سبق وأن تم استهداف حي الراموسة بحلب بالعديد من القذائف الصاروخية الإرهابية أدت إلى ارتقاء شهداء وجرحى بين المواطنين.

دير الزور

وفي مدينة دير الزور فقد استشهد خمسة مواطنين وأصيب العديد بجروح جراء استهداف حيي الجورة والقصور بالمدينة بالعديد من قذائف الهاون، بالإضافة إلى الخسائر المادية الأخرى، كما مازالت في البال أحداث المجزرة التي تم ارتكابها، بحق الأهالي في حي البغيلية في المدينة، من قبل ارهابيي داعش، منذ بضعة أيام، كما استشهد أربعة أطفال يوم الجمعة 29/1/2016، نتيجة سقوط قذيفة إرهابية أمام جامع الموظفين، بالقرب من حي القصور.

كما ويشار إلى أن مدينة دير الزور ما زالت محاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، مما يزيد من سوء واقع الأهالي هناك.

السلمية

وفي السلمية أيضاً، منذ عدة أيام، تسبب انفجار سيارة مفخخة إلى ارتقاء شخصين وإصابة العديد من المواطنين بجروح، حيث لم يتمكن الإرهابي من دخول المدينة بالسيارة المفخخة، ما دفعه إلى تفجير السيارة على مدخل المدينة أمام محطة الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة.

يشار أيضاً إلى أن مدينة السلمية وقراها تتعرض بشكل دائم للقذائف الإرهابية، التي تزيد من بؤس وشقاء الأهالي، بالإضافة إلى بؤس الواقع المعاشي والخدمي هناك، ناهيك عن قطع المياه عن المدينة من قبل الارهابيين.

وغيرها من المناطق

وعلى المنوال نفسه ازداد جنون الإرهابيين على المناطق كافة التي يمكن أن يطالها إرهابهم وترويعهم للمواطنين والأهالي، سواءً عبر الشكل المباشر لهذا الإرهاب والترهيب، أو عبر الشكل غير المباشر، بزيادة الضغوطات التي يمارسونها على الأهالي، وخاصة في المناطق التي يفرضون سيطرتهم عليها، ما زاد من شقاء ومعاناة الأهالي، الذين بالمقابل باتوا في بعض المناطق يزيدون من حدة مواجهاتهم مع هؤلاء الإرهابيين، ورفضهم لهم، حسب الإمكانات المتاحة أمامهم، خاصة وأن هؤلاء يعتبروا الأهالي دروعاً بشرية، حيث يتغلغلون ويعيشون بينهم.

مزيد من رص الصفوف

إن زيادة سعار الإرهاب، ومموليه ومشغليه والمستفيدين منه، مع السير باتجاه الحل السياسي الشامل، الذي بدأت مسيرته بالتقدم العملي عبر جنيف3، بغاية السعي لعرقلة جهود الحل، أو لإعادة خلط الأوراق، أو لمحاولة زعزعة السلم الأهلي، أو لمنح الإرهابيين وداعميهم جرعة دعم معنوية؛ لن يؤدي عملياً إلا إلى المزيد من التمسك بخيارات الحل السياسي الشامل المرتقب، وفقاً للقرارات الدولية، المرتكز على وحدة الأرض والشعب، كما لن يؤدي إلا إلى المزيد من رصّ صفوف السوريين حول مساعي الحل المنشود، كما يؤكد بآن معاً على ضرورة محاربة الإرهاب ومموليه وداعميه من الفاشية الجديدة، التي مازالت تسعى لتقويض وعرقلة الحل السياسي الشامل، بل وما زالت تسعى لإشعال المنطقة بالحروب، إضافة لمساعيها بافتعال الفتن بين مواطني وشعوب المنطقة، عبر أدواتها وأذرعها العديدة والمتنوعة.