سلام نمر سلام نمر

شعرة معاوية.. انقطعت!

مع دخول حركة الاحتجاجات الشعبية شهرها السابع، ومع كل المعارك الإعلامية والسياسية والميدانية وغيرها.. التي واكبتها وأثرت بها، ظهر مزاج واسع في صفوف المحتجين وأنصارهم لم يعد يقتنع جدياً باللجوء إلى ما يسمى «طاولة الحوار»، مستشهداً بحقيقة أن الطاولة الأولى للحوار التي انعقدت أواسط الصيف، لم تكن كاملة لأنها استبعدت بشكل مطلق الحراك الشعبي ومن يمثله، ليردف أن آلة القتل ما تزال تعمل بكل طاقتها، فهل يسير الحوار والقتل جنباً إلى جنب؟.

أصحاب هذا الرأي لديهم قناعة بأن النظام لديه رغبة جامحة بإبقاء الحراك الشعبي يتيماً و دون شرعية، وذلك بهدف كسب الوقت للانقضاض عليه لاحقاً حين تفتر همة المتظاهرين، ولم يكن ذلك خافياً على العديد من أولئك الذين حضروا الوليمة الحوارية المذكورة أعلاه وهم لا يمثلون سوى أنفسهم. لكن حساب التاجر شيء، وحساب البيدر أمر آخر، فباستمرار القمع وتصاعده حشر النظام نفسه وغيره من القوى والشخصيات السياسية الماضية في فلكه بخانة «اليك»، بينما حركة الاحتجاج  و التظاهر ظلت بحالة تصاعد، ومن هنا أصبحت الأصوات ترتفع من تلك القوى نفسها لتؤكد على عمق الأزمة وضرورة معالجتها جدياً وليس مفاقمتها وتوسيعها!!.

ولأن الحوار الجدي الوطني التشاركي الشفاف غائب، ولأن الجميع يعمل حسب مصالحه في ظل غياب أي حل سياسي سلمي يلوح في الأفق حتى الآن، راح الحديث يتعمق حول الدفاعات الذاتية في كل طرف، فالحراك يسير نحو الدفاع الذاتي من أجل البقاء والانتصار لأنه مقتنع تماماً أن أي تراجع للخلف بمثابة الانتحار. والنظام الذي لم يتقدم بأي حل حقيقي، ولم يمارس إلا القمع وهو يظنه أفضل «دفاع ذاتي عن النفس»، يبدو أن المتغولين عليه باتوا على يقين أنهم لا يمتلكون سوى القمع أيضاً للهروب من الهزيمة، وهذا في الحقيقة إن استمر كرأي غالب وكسلوك يومي على الأرض، هو الانتحار بعينه.. أما المعارضة الخارجية فما يزال «حصنها الدفاعي الحصين» هو أحضان الخارج، وما يزال خطابها هو ذاته في التجييش والتهويش والندب وطلب التدخل الخارجي بشكل محموم، وهذا إن استمر فهو انتحار أيضاً... فما هذا الاستعصاء؟!!

إن توالي حلقات سيناريو الطائفية البغيضة التي يؤدي أدوارها غلاة النظام ومشبوهو المعارضة، ويحاولون إعادة إنتاجها وإخراجها بأبشع الطرق والأساليب في كل حلقة، والتي لم ولن تنجح، والتحرش بتركيا أو التقرب منها تارة، وبالدول العربية تارة أخرى، ليس إلا هروباً إلى الأمام من المتقربين والمتحرشين.. لن ينفعهما بشيء في النهاية.. فهذا الربيع سيمطر على القامعين والمتملقين والمشبوهين برَداً قاسياً.. وما يجب قوله هنا إن المعارضة والنظام مهما فعلوا و«خبّصوا» عليهم أن يتذكروا دائماً أن هناك قوة ثالثة ستحسم الموقف في اللحظة المناسبة، ومن يعتقد بأن شعرة معاوية بين الناس وأولئك المختلفين علناً المتوافقين سراً وسلوكاً وأهدافاً على استغلال الناس والاستبداد بهم وتهميشهم لم تنقطع، نقول له: «نعيماً!».. لأنها سقطت وانقطعت تماماً مع سقوط أول شهيد