أمنيات العام الجديد فقر يندحر وسلام ينتصر
سمير علي سمير علي

أمنيات العام الجديد فقر يندحر وسلام ينتصر

لم يتباين السوريون في أمنياتهم ورغباتهم وآمالهم للعام الجيد، وذلك بسبب تقاسمهم واقع الحدث الأمني والعسكري، الميداني والمناطقي، بانعكاساته السلبية والإيجابية، بالإضافة إلى هموم وقسوة الواقع المعيشي والخدمي اليومي، ومتطلبات وسبل الحياة وأفقها القادم، مع تباشير الحل السياسي الشامل، الذي يأملون من خلاله أن يكون بداية لنهاية أزماتهم وهمومهم، على تنوعها، وعلى اختلاف المتسببين بها.

هموم مشتركة

عموم السوريين وعلى اختلاف مواقعهم ومواقفهم واصطفافاتهم، إلا أنهم كانوا جميعاً معانين من واقع الحرب وآثارها المدمرة خلال السنوات الماضية، وقد دفعوا، تقاسماً، ضريبة ذلك دماً ونزوحاً وتشرداً ولجوءاً، كما فقراً وجوعاً وبؤساً وحاجةً، إضافة لمعاناتهم جراء السياسات الحكومية المتبعة، التي زادتهم فقراً على فقر وبؤساً على بؤس، مع معاناة موحدة من خدمات عامة سيئة (ماء وكهرباء ومواصلات وطرقات، وغيرها)، إضافة إلى شكاواهم المشتركة من نقص المواد والسلع، وخاصة الأساسية والمحروقات، وارتفاع الأسعار والتحكم بها، من قبل بعض التجار والسماسرة والفاسدين وتجار الحرب.


أماني جامعة

على ذلك فقد كان السوريون متفقين في رغباتهم وأمنياتهم بالعام الجديد، بأن ينتصر السلام، وتنتهي الحرب، وبأن يسود الأمن والأمان كل بقعة من الأرض السورية، كما اتفاقهم على الرغبات والأمنيات العامة الأخرى المتمثلة بتحسن الواقع المعاشي والخدمي، والانتهاء من السياسات الحكومية التي زادت من معاناتهم وامتصت مدخرات عمرهم، بالشراكة مع أمراء الحرب والفاسدين.
وكذلك كان حال النازحين والمهاجرين من السوريين الهاربين من الموت، باختلاف مواقع تواجدهم، والظروف القاسية التي تعتري كل منهم، إلا أنهم وبمجملهم عبروا عن أمنيات العام الجديد بأن تنتهي الحرب وآثارها، ليعم السلام والهدوء، وأن يعود كل منهم إلى منزله بين أهله  وأقرانه وناسه الطيبين، وأن يعاود كل منهم نشاطه وعمله.


دماثة وسخرية

كما لم يختلف السوريون بالوسائل والأساليب التي عبروا من خلالها عن تلك الرغبات والأماني، فقد فاضت مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات بقدوم العام الجديد، غاصة بتلك الرغبات والأماني، مع أسلوب يغلب عليه الطابع الساخر والتهكمي والمازح، وخاصة بما يتعلق بالمسؤولين وبالخدمات والأسعار، حيث تمنى أحدهم أن تكون السنة الجديدة اسمها نور مثلاً، وأخرى تمنت أن يغيب يوم الخميس من قائمة أيام الأسبوع، وواحدة عبرت عن رغبتها بأن تأتي المياه والكهرباء لـ 8 ساعات متواصلة في أول يوم بالسنة الجديدة، وآخر توجه بالدعاء بامتلاك بطارية تشحن بالطاقة الشمسية، وغيره تمنى لأحدهم بأن يستفيق وقد امتلك بستان كوسا ليستبدله بالقطع الأجنبي، وقد تمنى أحدهم أن يفتتح سلسلة حواجز لحسابه، على أن يكون ريعها للفقراء، وغيرها من الرغبات والأمنيات التي تحمل بطياتها وأسلوبها دماثة السوريين، وتفاؤلهم وطيبتهم، كما وطنيتهم عموما.
طي صفحة الطموحات المقزمة
وبالمجمل فإن الرغبة العامة والجامعة، التي يمكن أن نصف بها حال السوريين بأمانيهم للعام الجديد، هي أن ينتهوا من تلك الآمال والطموحات الصغيرة والمقزمة، التي عايشوها وفرضت عليهم، خلال سنين الحرب والأزمة، ويطووا صفحتها إلى غير رجعة، لتنتصب أمامهم تلك الأماني والطموحات الكبيرة والعامة من جديد، والتي عنوانها العريض الحل السياسي الشامل، وسورية الموحدة أرضاً وشعباً، وسياسات اقتصادية اجتماعية، تنسيهم همومهم ومعاناتهم وفقرهم، كي يتمكن كل منهم من متابعة مسيرة حياته، دون خوف أو وجل من المستقبل وما يحمله.