الحسكة.. طلاب «الجامعة» تحت الخطر!

الحسكة.. طلاب «الجامعة» تحت الخطر!

بدأت امتحانات الدورة التكميلية لطلاب الجامعة في الحسكة، لتبدأ معها مجدداً مخاوف طلاب الجامعة والأهالي من الأوضاع الأمنية السيئة التي تشهدها المنطقة التي تقع فيها كليات جامعة الفرات بالحسكة، والأخطار التي أصبحت جزءاً من حياة الطلاب طوال أيام العام الدراسي.

وتقع كليتا الاقتصاد والهندسة المدنية في حي «غويران» الذي خرج عن سيطرة الدولة منذ أكثر من عام، لتصبح الكليتان وطلابهما في مرمى النيران لأي اشتباك قد يقع بين الطرفين المتحاربين من المدينة وحي «غويران».
ومنذ بداية توتر الأوضاع الأمنية في المدينة ومع تصاعد الاشتباكات في الحي خلال الفترة الماضية، يقدم الطلاب امتحاناتهم وسط جو من القلق والتوتر، في ظل غياب أي حل يمكن أن ينهي معاناة طلاب الجامعة وينقذ العملية التعليمية الجامعية.
بدأ العام الدراسي الجامعي بمقتل طالبة في كلية الهندسة المدنية برصاصة طائشة في أول يوم لها لدخول الجامعة، لتكون بمثابة إنذار للطلاب بخطورة متابعة الدراسة، وطوال أيام الدراسة عايش الطلاب أوضاعاً أمنية سيئة، وكثيراً ما اضطروا للاختباء في أبنية الجامعة لحين انتهاء الاشتباكات.
وفي مشهد مأساوي لطلاب كليتي الهندسة والاقتصاد، تتوقف السرافيس وسيارات الأجرة الخاصة، عند دوار «الباسل» البعيد عن الجامعة، ويرفض أصحابها المتابعة حتى نهاية الخط بسبب المخاطر الأمنية، ويبدأ الطلاب بمتابعة المسير مشياً على الأقدام في دقائق تحمل الكثير من المجهول القادم.
لم تقدم الجهات المسؤولة في المحافظة ولاسيما إدارة الجامعة، أي حل لمعاناة الطلاب والكادر التدريسي، وتركوا لمصيرهم المجهول، رغم تعدد الحلول البسيطة التي تنقذ ما تبقى من التعليم في المحافظة، والذي نال النصيب الأكبر من تبعات الأزمة السورية.
ومن أبسط الحلول لإنهاء معاناة الطلاب، ما يقترحه الطلاب ذاتهم من نقل الكليتين إلى داخل المدينة، ولاسيما أنهما كليتان نظريتان إلى حد كبير، ولا تحتاجان لمخابر ووسائل تعليمية كما هو الحال في كليات الطب والصيدلة.
ويؤكد نجاح التجربة فيما لو جرى العمل عليها بشكل مستعجل، استمرار دوام الطلاب والكادر التدريسي دون انقطاع في كليات الحقوق والزراعة اللتين تقعان في مناطق آمنة، بعكس الفوضى والتأجيل التي عاشها طلاب الهندسة المدنية والاقتصاد طوال أيام العام الدراسي.
فشلت محاولات عقد تسوية أو مصالحة في حي «غويران» على غرار المصالحات التي شهدتها مناطق ساخنة في ريف دمشق وحمص، تنهي معاناة المدينة بشكل عام من الاشتباكات التي تقع بين فترة وأخرى، رغم أن الحي هو الوحيد الذي يقع خارج سيطرة الدولة في المدينة.
وبالمقابل لم تجد حلاً لكليتي الاقتصاد والهندسة المدنية، وعدد من الدوائر الحكومية التي تقع في مناطق الاشتباكات، ليبقى الطلاب والمراجعون للدوائر الحكومية في الحي، عرضة للموت في أية لحظة.
ويخشى أن تكون التطورات الميدانية اللافتة التي وقعت في الفترة الماضية، قد أضاعت الفرصة على حل مشكلة الطلاب والمدينة بشكل عام، بعد العمليات العسكرية والاشتباكات العنيفة وسقوط القذائف العشوائية على الأحياء السكنية، التي قد تضم الحسكة إلى المدن السورية الساخنة بعد أن حافظت على هدوئها النسبي طوال سنوات الأزمة السورية.