تحذير
  • JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 177
برسم وزارة التربية: طلاب محافظة الرقة «لا يجدون» حتى الآن مراكز امتحانية تستقبلهم

برسم وزارة التربية: طلاب محافظة الرقة «لا يجدون» حتى الآن مراكز امتحانية تستقبلهم

يتقدم طلاب الشهادة الثانوية بجميع فروعها للامتحانات في سورية بتاريخ الثالث من حزيران من هذا العام, فيما يبقى العدد الأكبر من طلاب محافظة الرقة دون مراكز امتحانية لاستقبالهم, حيث كان من المقرر أن يتم استقبال طلاب الشهادة الثانوية مما يقيمون في محافظة الرقة, في المحافظات القريبة من محافظاتهم.

لكن وبحسب الأهالي فإن مديرية التربية في محافظة دير الزور اعتذرت عن استقبال طلاب الشهادة الثانوية, فيما استقبلت محافظة الحسكة فقط 2000 طالب كانت أوعزت الوزارة لمديرية تربية الحسكة باستقبالهم.

معاناة الطلاب وأهاليهم

وفي هذا الصدد اشتكى عدد كبير من أهالي محافظة الرقة وبيّنوا مدى المعاناة التي طالتهم وأبناءهم الطلبة من جراء الإجراءات والقرارات التعسفية مع اقتراب موعد الامتحانات، حيث لم يعد يملك الطلاب وذووهم الوقت للتسجيل في المحافظات الثلاث المسموح لهم التقدم إليها وهي محافظة اللاذقية ومحافظة حماة ومحافظة دمشق.
تقول «فتحية .ش»، مدرسة في إحدى ثانويات محافظة الرقة، «نحن لم نغادر مدينة الرقة وتابعنا العام الدراسي رغم المصاعب والتضييق الذي تمارسه (داعش) علينا, فتقدمنا بأوراق تسجيل ابنتي و24 طالبة في مدينة القامشلي، وعلى هذا الأساس قمنا باستئجار منزل لي ولعائلتي كي تتمكن ابنتي من التقدم للامتحان ودفعنا مبلغ 50 ألف ليرة سورية أجرة مقدماً للمنزل».

التبرير والتعليمات الغائبة!

وتابعت حديثها قائلة «قبل موعد الامتحان بخمسة عشر يوماً تفاجأنا بأن مديرية تربية الحسكة لن تستقبل أكثر من 2000 طالب من أصل 18000 طالب يتقدمون للامتحان بشكل نظامي, وعندما توجهنا إلى مديرية تربية دير الزور فما كان منها إلا أن اعتذرت عن استقبال أبنائنا بحجة عدم توجيه تعليمات من وزارة التربية باستقبال طلاب الرقة», وأضافت المدرسة «نحاول أن نجد مكاناً نسكن فيه في محافظة اللاذقية علماً أننا لا نملك أقارب في أي من محافظة اللاذقية أو دمشق أو حماة. ولكنني لن أفوت على ابنتي سنة دراسة حتى ولو أقمنا في الحدائق».
وبدوره لا يخفي «أبو فراس» مدى انزعاجه من قرار عدم السماح لطلاب الشهادة الثانوية من أبناء الرقة الذين بقوا في المحافظة للتقدم للامتحانات في مدينة دير الزور، ومن السماح لعدد قليل منهم للتقدم في محافظة الحسكة.
وقال «نحن لم نخرج من المحافظة وبقينا على أراضيها. ابني من الطلاب المجتهدين، وكنت قد أحضرت له عدد من المدرسيين الخصوصيين لتدريسه المواد كي يتقدم للامتحان مع أقرانه، لكننا تفاجأنا أنه لن يسمح لهم بالتقدم لامتحان الشهادة الثانوية إلا في محافظة دمشق أو اللاذقية وحماة.

التكاليف الباهظة والقرار التعسفي

وتابع «وقد حاولت الاتصال بأقاربي كي أجد سكناً قريباً من مركز الامتحان في مدينة دمشق لكن دون جدوى ولا أعلم ما هو الحل, لكن كنا نتمنى من مدير تربية الرقة الذي يقيم في دمشق ويقوم بتسيير عمل المديرية من دمشق أن يراعي ظروف أبنائنا الذين تابعوا عامهم الدراسي في الرقة رغم صعوبة الوضع كي يتمكنوا من التقدم للامتحان النهائي مع باقي زملائهم في المحافظات السورية كافة».
وتحدثت «أم غالب» عن معاناتها قائلة «استأجرنا مع عدد من أهالي طلاب البكالوريا منزلاً في إحدى مدن دير الزور، وقمنا بدفع الإجار الذي بلغ 40 ألف ليرة سورية وذلك لبعد المراكز الإمتحانية وصعوبة الوصول إليها, لكننا تفاجأنا بعدم إمكانية تقدم أبنائنا لامتحانات في دير الزور، وبات علينا البحث عن أقارب في دمشق أو اللاذقية، كما أنه لم نعد نملك الوقت الكافي للتسجيل حيث ينتهي التسجيل في 26 أيار، ولم نجد بعد مكاناً نقيم به ولا نعرف في أي مركز سيقدم أبناؤنا امتحاناتهم».

المعاناة المزدوجة

وبدوره يتحدث الطالب «ركان» عن معاناته المزدوجة من ناحية الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار ومن ناحية أخرى القرارات التعسفية بحق الطلاب وأهاليهم، قائلاً «تقدمت العام للماضي لامتحان الشهادة العامة- فرع علمي وكنت قد تحضرت جيداً ولكن الأوضاع ساءت ولم أتمكن من إكمال الامتحان».
وتابع «وعدت هذا العام ودرست جيداً وعندما تقدمنا إلى الحسكة تفاجأنا بقرار منعنا من التقدم للامتحان فيها. واليوم يحاول أهلي تأمين مكان في محافظة اللاذقية عند أحد الأقارب كي لا أخسر عاماً دراسياً ثانياً».
تقول «سوزان»، طالبة شهادة ثانوية- فرع أدبي، «وافق أهلي أن أتقدم للامتحان الأخير في محافظة الحسكة حيث كنت سأقيم مع عشر فتيات من زميلاتي ووالدة أحداهن. ولكن بعد صدور قرار منعنا من التقدم للامتحان في الحسكة, تمكنت بعض زميلاتي من تدبر أمرهن لدى أقارب لهم في دمشق أو اللاذقية, لكن ليس لدينا أقارب في أي من المحافظتين لذلك لن يسمح لي أهلي بالسفر إلى أي محافظة والتقدم للامتحان وبذلك سأخسر تعبي ودراستي لمدة عام كامل رغم الصعوبات التي واجهتنا أثناء العام».
وبدورها تحدثت «روان» عن حجم المعاناة التي تعانيها هي وأهلها هذا العام، قائلة «لن أتمكن من التقدم لامتحان الشهادة الثانوية هذا العام لأنه لا يوجد مكان أقيم فيه أثناء الامتحان، حيث يقدم شقيقي الأصغر مني امتحان الشهادة الإعدادية في مدينة القامشلي واستأجر أهلي منزلاً بـ50 ألف ليرة سورية كي نقضي فيه فترة الامتحانات, ولكننا تفاجأنا بقرار منعنا من التقدم في الحسكة، ولم يعد يملك أهلي المال الكافي لأستأجر منزلاً ثانياً في أي محافظة كما أننا لم نعد نملك الوقت الكافي للسفر والاستفسار عن مكان للإقامة وليس لدي أقارب في المحافظات التي سمح لنا التقدم فيها.

استعدادات دون المستوى!

في حين أكد وزير التربية هزوان الوز في تصريحات صحفية على أن الوزارة تحرص على إجراء الامتحانات لمختلف المراحل التعليمية بنجاح وفي موعدها، رغم الأزمة الحالية التي تمر بها سورية.
وأوضح وزير التربية الوز، أن «عدد المتقدمين إلى امتحانات الشهادات العامة جميعها بلغ 757786 طالباً وطالبة توزعوا في 5521 مركزاً امتحانياً، وبلغ عدد المتقدمين إلى شهادة التعليم الأساسي 389584 طالباً وطالبة توزعوا في 2700 مركز امتحاني».
وأضاف الوزير «أن عدد الطلاب الذين تقدموا لامتحانات الشهادة الثانوية العامة 335606 طلاب وطالبات منهم 211139 في الفرع الأدبي و124467 في الفرع العلمي، توزعوا في 2431 مركزاً امتحانياً، وبلغ عدد المتقدمين إلى الثانوية المهنية بفروعها المختلفة 28545 طالباً وطالبة توزعوا في 320 مركزاً امتحانياً».
وأشار إلى أن الوزارة تتابع مع مديرياتها في المحافظات جميعها استكمال مختلف الاستعدادات لامتحانات الشهادات العامة.
أما بالنسبة لامتحانات الشهادات العامة فقد بيّن وزير التربية، أن الطلبة يتقدمون لامتحانات الشهادات العامة في محافظاتهم، «في حين يمكن لطلبة محافظة الرقة التقدم إلى الامتحانات في المحافظات التي يتواجدون فيها».

الحل «ممكن»...

يجمع الأهالي على أن الحل ممكن لدى وزارة التربية في السماح للطلاب الذين كانوا يقيمون في محافظة الرقة طيلة العام الدراسي «2013- 2014» بالتقدم للامتحانات في محافظة الحسكة أو دير الزور كونهما المحافظتين الأكثر قرباً من محافظة الرقة, فيما يطالب عدد من الأهالي الذين تمكنوا من إيجاد مكان لإقامة أبنائهم في كل من محافظة حماة أو اللاذقية أو دمشق بتمديد مهلة التقدم لطلب الامتحان في المحافظات الجديدة.