أزمة الغاز المنزلي.. هل من حلول تلوح في الأفق؟

أزمة الغاز المنزلي.. هل من حلول تلوح في الأفق؟

عادت أزمة الغاز لتطفو على السطح محتلة المرتبة الأولى بين مجمل الاختناقات التي تعاني منها المحروقات، وذلك بعد تعرض معمل تعبئة الغاز في عدرا بريف دمشق إلى اعتداءات متكررة، آخرها كان سقوط قذائف هاون واستمرار الاشتباكات في محيطه.

وتزامنت هذه الأوضاع مرة جديدة مع ارتفاع مؤشر أسعار السلع والمواد بسبب الانخفاض الحاد في قيمة الليرة السورية في الأسبوع الأخير مقابل العملات الأجنبية، لتزيد العبء وتثقل كاهل المواطن السوري أكثر..

حيث وصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية في السوق السوداء إلى 126 ل.س/ دولار، مسجلاً أعلى سعر في تاريخه.

سوق سوداء بأسعار مشتعلة

وتعاني سوق دمشق وريفها من نقص حاد في مادة الغاز، ما شجع السوق السوداء على الاستمرار، وفتح طرق جديدة لتأمين المادة عن طريق لبنان، وبأسعار أقل اشتعالاً من سعرها في السوداء، حيث يمكن الحصول على الاسطوانة بسعر يصل إلى 1800 ل.س من بيروت، وبما لا يقل عن 3000 ل.س من السوق السوداء.

ووصفت لينا – ربة منزل- معاناتها للحصول على أسطوانة الغاز قائلة إنه (منذ أكثر من سبعة أشهر لم أتمكن من الحصول على اسطوانة غاز بسعرها النظامي أو بسعر مقبول، وفي آخر مرة اضطررت لدفع 2900 ليرة مقابل الاسطوانة»، مبينة إنه «ليس بمقدوري الاستمرار بهذه الحال، فوضعنا المادي سيئ وهذا المبلغ يشكل عبئاً لا يمكننا تحمله).

أما أبو طارق الموظف في إحدى مؤسسات الدولة، قال إن «الحصول على أسطوانة الغاز ليس مستحيلاً بالنسبة للجميع، فأنا كموظف يحق لي التسجيل على أسطوانة بين حين وآخر، إلا أن الواقع مغاير تماماً، وفي كل مرة أطلب فيها التسجيل، تبدأ التسويفات والأعذار بالتدافع لنصل إلى نتيجة عدم وجود الغاز، بينما أرى موظفين آخرين يحصلون على الأسطوانات التي تصبح موجودة لتلبيتهم.. سبحان الله!!».

 رقابة معدومة

ومن جانب آخر، لا يستطيع المار في الطرقات المؤدية من دمشق إلى ريفها إبعاد نظره عن الباعة المنتشرين على الجانبين، الذين يعرضون كل ما لا تجده من محروقات، سواء من غاز أو مازوت أو بنزين، لكن لا تسأل عن السعر، فهو مضاعف  6 مرات عن سعره الحقيقي، وللأسف حتى مع هذه الأسعار هناك زبائن قرروا الرضوخ لجشع التجار، الذي لم يلجمه أي من عناصر التموين والرقابة، الغائبين فعلياً وعملياً عن القيام بواجبهم، علماً أن هذا المنظر ليس محصوراً في منطقة واحدة، أو متخف عن الأنظار!!.

الظروف الأمنية تحول دون العمل

أما شركة محروقات فبينت لـ(قاسيون) عبر مديرها العام الدكتور ناظم خداج إنه (تمت صيانة معمل تعبئة الغاز في عدرا بالكامل، وهو جاهز للعمل، إلا أن الأوضاع الأمنية في محيطه لا تسمح بتشغيله والاستفادة منه»، مشيراً إلى أنه «يتم حالياً استجرار المادة من بانياس وحمص).

وحدات تعبئة متنقلة قريباً

وحول ما قيل بخصوص وحدة متنقلة لتعبئة الغاز المنزلي، أوضح خداج إنه (من المتوقع بعد فترة عشرة أيام، أن نرى وحدة متنقلة لتعبئة الغاز تجوب الشوارع لتلبي حاجة المواطنين وعطش السوق للمادة»، مبيناً إن «الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة ليست كبيرة، وتصل إلى عشرة آلاف اسطوانة يومياً فقط، والهدف منها أن تكون رديفة لإنتاج المعمل عندما يكون مشغلاً، وأن توفر المادة ولو جزئياً عند توقفه عن الإنتاج).

وتصل الطاقة الإنتاجية لمعمل تعبئة الغاز في عدرا بريف دمشق إلى حوالي 60 ألف اسطوانة يومياً، وذلك في الأحوال الجيدة.

وفيما يتعلق بمركز تعبئة الغاز التابع لمؤسسة الخزن والتسويق، قال مدير عام شركة سادكوب إنه (لم يجر حتى الآن أي اتفاق أو بحث للموضوع مع المؤسسة العامة للخزن والتسويق، فقد حصلت المؤسسة على الموافقة لإنشاء المركز كبداية، ومن الممكن البحث فيه الأسبوع القادم).

وكانت المؤسسة العامة للخزن والتسويق حصلت على موافقة النائب الاقتصادي على إنشاء مركز لتعبئة الغاز المنزلي في دمشق، مساهمة منها في تأمين المادة للمواطنين.