ريف دمشق.. مدينة فوضى الحاجات  في قطنا جرة الغاز 1200 وكالون المازوت 2000ليرة

ريف دمشق.. مدينة فوضى الحاجات في قطنا جرة الغاز 1200 وكالون المازوت 2000ليرة

أن تجد جرة غاز بـ 1200 ليرة فهذا يعني أنها متوفرة، وأن تجد كالون مازوت بـ 2000 ليرة هذا أيضاً يعني أن لا أزمة مازوت في السوق، وأن تجد من يبيعك ربطة الخبز بخمسين ليرة فهذا دليل على أن الزحام على أبواب الأفران افتعال يجب أن نبحث عمن يقف خلفه وأمامه.

الأزمات التي عهدناها وليست جديدة علينا نحن السوريين ليست سوى تكرار بغيض يفاقمه يوماً بعد آخر المحتكرون الذين ساهموا سابقاً في رسم مستقبلنا، وتوسيع رقعة الشريحة الفقيرة وتهتك بقية الشرائح، وهؤلاء ينتفعون اليوم من الأزمة كما كانوا، لم يتغير جشعهم بل على العكس أفسحت الأزمة لخيالهم أن يتطور ويبدع في استغلال الفقراء الذين لا حول لهم اليوم ولا حماية.

ريف دمشق..فوضى الحاجات

من الواضح أن محافظة ريف دمشق تتسيد الفوضى بسبب الخراب الذي تعانيه نتيجة للاضطرابات الأمنية والمحلية، وهذا ما أدى إلى ارتفاع وفقدان أغلب السلع الرئيسية، وهذا ما انعكس مباشرة على المواطن وأدى إلى تفرغه فقط للوقوف في طوابير الخبز والغاز والمازوت و.

في قطنا يمارس الموزعون سطوة مالك دفء المواطن، والغاز الذي يأتون به يعطيهم ميزة تفضيل مواطن على آخر وفق اعتبارات رخيصة في أغلب الأحيان، وتتدخل الوساطات والمعارف للحصول على جرة غاز وبحد أقل 700 ليرة، وأما إذا لم يكن المواطن من أصحاب العلاقات فلن تكون في بيته بأقل من 1200 ليرة.

خبز بلا خميرة

بعد وقوف لساعات على الفرن الآلي يمكن أن تحصل على ثلاث ربطات من الخبز ذي الرائحة النفاذة، وبمجرد أن تصل إلى البيت ستندم لهذا الوقوف الطويل والعناء الذي لا شكر عليه...فالخبز (محمض).

أبو أحمد يرى أن السبب في أن لا خميرة في الخبز لأن المسلحين سيطروا على معمل الخميرة في (شبعا) وأما زوجته التي تقف على دور النسوان فترى أن الأمر سببه استخدام الأفران للخميرة المصرية، ومع ذلك تأخذ أم أحمد وزوجها ست ربطات خبز فالبعض لا يجد طريقة سوى أن يأتي مع زوجته وأولاده لجلب الخبز وعندما تسأله لمن هذا الكم الكبير يجاوبك بمسكنة وذل: (عندنا مهجرين).

بعض الأزمة..مفتعل

 بالرغم مما تقدم لا يمكن أن نقول أن أزمة الحاجات سببها المواطن والموزع والتاجر المحتكر فقط، ولكن غياب الدولة في شقها الإداري والرقابي ساعد أيضاً في انفلات هؤلاء دون رقيب أو حسيب، وأوجد مناخاً صالحاً لأن تأكل الأزمة ما بقي من المواطن بعد أن هشمته رحى أزمة الوطن الكبرى.