بعد فوزه بكأس الاتحاد الآسيوي الاتحاد الحلبي يصبغ سورية بالأحمر

بعد فوزه بكأس الاتحاد الآسيوي الاتحاد الحلبي يصبغ سورية بالأحمر

استطاع نادي الاتحاد الحلبي (القلعة الحمراء) أن يصبغ سورية لعدة أيام باللون الأحمر وسط فرح عارم من الجماهير السورية عامة، والحلبية خاصة بعد سنوات طويلة من غياب الانجازات للكرة السورية. وإذا استثنينا نادي الكرامة العريق الذي حاول مرتين ووصل النهائي ولم يحالفه الحظ، فإن الجماهير الرياضية السورية تعاني الإحباط واليأس المتكرر من الإخفاقات المتتالية للرياضة السورية، وهي تعرف أن السبب ليس بالمواهب ولا بالإنسان السوري، بل بسوء الإدارة والتخطيط وانخفاض القدرات الإدارية ناهيك عن الإرادة لدى العديد من مسؤولينا الرياضيين.

ومن المعروف أن أقدم ملعب أولمبي في التاريخ الرياضي هو في سورية، وتحديداً في عمريت الأثرية على الساحل السوري، ولهذا فإن فوز نادي الاتحاد الحلبي، (الأهلي) كما يناديه أنصاره، يذكرنا بمقولة شهيرة للراحل عدنان بوظو وهي «ليس بالمال وحده تتطور الرياضة»، ولهذا عندما يفوز الاتحاد على نادي القادسية في أرضه فهذا ليس إنجازاً متواضعاً، ولاسيما أن المغلوب يسمى بالنادي الملكي لكونه النادي الذي تدعمه وترعاه الأسرة الحاكمة بالكويت.

وقد استطاع الاتحاد الفوز بلاعبين شباب موهوبين على لاعبي القادسية الذين يحصلون على الملايين، ولم يأت هذا الفوز من فراغ بل جاء نتيجة وجود إدارة محترمة ومستقيمة على رأسها الكابتن محمد عفش- النجم السوري المعروف- الذي فاز برئاسة نادي الاتحاد قبل شهور فقط واستطاع مع الإدارة الجديدة أن يقود النادي صاحب الشعبية الكبيرة محلياً وعربياً إلى الفوز الكبير، خاصةً أن الكابتن محمد عفش معروف بأخلاقه العالية ونظافة يده وتواضعه المدهش، وكلنا شاهدنا زيارة النادي إلى دار الأيتام والعجزة بحلب ووعد ووفى بزيارة ضريح الشاب معاذ- مشجع الاتحاد الذي توفى بالسرطان وهو من قرى ريف حلب. ولهذا يمكن القول إن الرياضة تستطيع فعل الكثير في المجال الإنساني والثقافي والاجتماعي عندما تبتعد عن التجارة بالإنسان وسطوة المال.. إن الإدارة الناجحة والروح الوطنية الصادقة والإرادة القوية تستطيع فعل الكثير.

وخير مثل على ذلك منتخب كوريا الشمالية الصديقة التي تأهلت لكأس العالم وفازت بكأس أسيا للشباب والناشئين رغم كل الحصار المفروض عليها، ورغم وجود دول عملاقة مثل (اليابان، الصين، استراليا). وكلنا نتذكر المدرب الوطني أفاديس عام 1986 الذي صنع الانجازات وكاد يصل لكأس العالم بالمكسيك وتفوق على أعتى مدربي العالم في فرق الخليج العربي الذي يقبضون الملايين من الدولارات.

ولهذا نقول شكراً للاتحاد الحلبي الذي جلب لنا الفرح والانتصار والأمل بالمستقبل، ولو ابتدأ الأمر حالياً بنصر كروي.