أبناء دير الزور من المرّ.. إلى الأمرّ!

أبناء دير الزور من المرّ.. إلى الأمرّ!

منذ أن تفاقم العنف الذي طال المنازل والشوارع والبنية التحتية في المحافظة كلها؛ من كهرباء، وماء.. وغيرها..

ومع ذلك أصر العديد من الأهالي على البقاء في مدينتهم ورغم الانقطاع المتقطع والمتواصل للكهرباء وجهود عمال الطوارئ في محاولة إعادتها كلما سنحت لحظات هدوء بذلك.

بقي المواطنون في بيوتهم.. لكن عندما وصلت الأمور إلى الحد الانقطاع الكامل.. اضطر كثير منهم إلى النزوح نحو المدن الأخرى. ومازال هؤلاء يحلمون بالعودة إلى مدينتهم التي كانت تسمى عروس الصحراء قبل أن يحولها غيلان العنف والقمع إلى أطلال.. مازالوا يريدونبالعودة حتى وإن استمرت الأوضاع على ما هي عليه، ويبدو أن الوضع سيطول.. لكن لو توفرت الكهرباء فقط سيعودون، فالكهرباء هي عصب الخدمات الأخرى.

والشيء الغريب أن محافظ دير الزور يدعو الأهالي للعودة إلى منازلهم.. فكيف يمكن ذلك؟.. هل يضمن على الأقل إيقاف القصف العشوائي؟!..

 

معاناة المهجرين في دمشق..

أما من دفعته الظروف من أبناء دير الزور للجوء إلى دمشق، فيعاني تهميشاً ليس له مبرر على الإطلاق، حيث وصلت إلى «قاسيون» شكوى تقدمت بها عدة عائلات من أهلنا في دير الزور الذين هجروا من بيوتهم نتيجة استمرار الأزمة ومحاولة حلها بالقمع العشوائي والعنفالمتبادل. بينت فيها هذه العوائل أن قسماً منها راجع فرعاً للهلال الأحمر في ساحة الميسات بمجرد وصولهم إلى دمشق، فقيل لهم «ليس من مهمتنا أهالي دير الزور».. ثم راجعوهم مرة أخرى فجرى تحويلهم إلى الجميعات الخيرية في منطقة ركن الدين، وبعد الإطلاع على دفترالعائلة وتسجيل أسماء أفرادها ورقم الهاتف.. قيل لهم «سنتصل بكم خلال أسبوع».. ومضى أسبوع ولم يتصل أحد، وكرامة هؤلاء المواطنين تمنعهم من الوقوف على الأبواب كالشحادين!.

فكما تخلوا عن بيوتهم تخت القصف والقنص والعنف ورفضوا تأييد أحد الطرفين المتصارعين على السلطة، وضد مصلحة الشعب والوطن.. قالوا لنا: «الموت ولا المذلة»..

وهنا نتساءل لماذا هذه المعاملة؟ فبدلاً من أن يسعى الهلال الأحمر نحوهم.. يماطل معهم!.

علماً أنه في محافظتي الرقة والحسكة وحتى حلب كانوا يقومون بما يقدرون عليه على الأقل..

سؤال نضعه برسم رئيس منظمة الهلال الأحمر في سورية ورئيس فرعها في دمشق.. فهل من مجيب؟!.