الطرق الزراعية في محافظة طرطوس إما الإهمال أو التنفيذ السيئ
محمد سلوم محمد سلوم

الطرق الزراعية في محافظة طرطوس إما الإهمال أو التنفيذ السيئ

تعاني المناطق الجبلية في محافظة طرطوس من وعورة الطرق الزراعية على قلتها، مما يزيد من معاناة المزارعين في نقل محاصيلهم أو القيام بعمليات الخدمة لأراضيهم الزراعية، ونتيجة لتداخل أشجار الزيتون مع المناطق الحراجية تظهر الخسائر الكبيرة في حالات الحرائق وخاصة في المناطق غير المخدمة طرقياً

قامت مديرية الزراعة منذ سنوات بشق طرق زراعية في مناطق متعددة شملت شبكة لا بأس بها من الطرق لكنها غير كافية، وكان من الأفضل لو قامت الوزارة بخطة لشق طرق بحيث تخدم أكبر عدد ممكن من الأراضي الزراعية، مع العلم إن معظم هذه الطرقات كانت سابقا طرق ضيقة تخدم الراضي الزراعية بواسطة الحيوانات، ونتيجة لطبيعة الأراضي وشدة انحدارها وغزارة الأمطار عليها يجعلها تخدم موسم أمطار واحد فقط في معظم الأحيان، وبالتالي لا تستطيع أي آلية العبور عليها أطلاقاً، وتعود إلى عهدها السابق من انجراف التربة ونمو النباتات الحراجية والأعشاب عليها مما يخرجها من الخدمة بعد انجازها بفترة قصيرة، ونتيجة لتداخل القرى والمنازل في مناطق متعددة تصبح هذه الطرق ضرورة ملحة ليس فقط لخدمة الأراضي بل لربط هذه القرى ببعضها بطريقة أيسر وأقصر من الطرق السابقة، لذلك يصبح من الضرورة تعبيدها، والقسم الذي تم تعبيده  ونتيجة للتنفيذ السيئ كثيراً ما يخرج من الخدمة أيضا أو بحاجة إلى صيانة بشكل دائم، وسواء كان المنفذ شركة عامة أو متعهد خاص على الجهات المعنية بذلك أخذ هذه الملاحظات الفنية بعين الاعتبار سواء كان أثناء الدراسة أو أثناء المتابعة والتنفيذ، وما يدعو للاستغراب بأنه منذ عشرات السنين عندما لم تكن مؤسساتنا قد غصت بهذا العدد الهائل من المهندسين كانت هذه الجهات بكادرها البسيط وآلياتها المتواضعة تحفر قناة لمجرى مياه الأمطار (سكر) بشكل موازي لكل طريق يتم إنشاءه،  والفرق بين الأمس واليوم بأنه كان هناك رادع أخلاقي وقانوني إلى حد ما مع شعور بالمسؤولية اتجاه الأملاك العامة أكثر من اليوم.

هناك الكثير من القرى التي تحتاج لشق طرق زراعية، وهناك الكثير من العرائض والشكاوى قدمت من الأهالي إلى الجهات المعنية وخاصة باسم محافظ طرطوس، منها لشق طرق جديدة ومنها لتعبيد الطرق التي تم إنشاؤها ولم تعد صالحة، لكن الاستجابه بطيئة ونادرة،  وهناك طرق منذ سنوات طويلة والأهالي لم يتركوا جهة إلا وطالبوها لتعبيد طرق أنشأت سابقاً لكنها لم تنفذ حتى الآن، على سبيل المثال لا الحصر(في قرى اسقبولي – بيت السلطان – بدرية ...)،  في حين يلاحظ الأهالي بأن هناك أراض لجهات معينة وتعود ملكيتها لأحد المتنفذين في الدولة قد تم فتح طرقات إليها وتم تعبيدها بشكل جيد، لذلك نقترح على المواطنين الذين لا يستجاب لطلباتهم بذلك أن يقوموا بإهداء أحد المسؤولين قطعة أرض مجانية بين عقاراتهم،أوفر لهم من الانتظار والمطالبة والترجي وأحيانا الإكرامية لهذا وذاك (ويا دار ما دخلك شر).