تنزيلات... لمن؟
كمال عرفات كمال عرفات

تنزيلات... لمن؟

مع نهاية كل فصل من فصول السنة تمتلئ واجهات المحلات التجارية في الأسواق (واجهات الألبسة بشكل خاص) بعروض الحسميات الهائلة التي تبدأ من 20% تصاعدياً، وصولاً للـ70 %، ولكن بمجرد الدخول لإحدى هذه المحال سيكتشف المواطن /الزبون، بأن الحقيقة تختلف اختلافا كلياً عما هو معروض خارجاً، باستثناء بعض الملابس شبه البالية التي لا يمكن لأحد أن يقبل شراءها أو ارتداءها.

فما جدوى تقديم هذه الحسميات بالنسبة لطبقة المسحوقين الذين يشكلون البنية الأكبر والأوسع من مجتمعنا، وهم الذين لا يستطيعون دفع ولا حتى 10% من قيمة تلك الأسعار المطروحة في الأسواق حتى بعد الحسم؟

لعل من تقدم لهم الحسميات هم طبقة الأغنياء الذين هم أساساً ليسوا بحاجة لأي من هذه الحسميات، وهنا تكمن المفارقة، فهؤلاء لا يحتاجون لشراء ما قد ذهب وقته لارتدائه في موسم قادم..

إن جل ما يفعله التجار في هذا الموسم، وكل موسم، هو الإطاحة بأحلام الفقراء والمسحوقين بارتداء ملابس مناسبة، كونهم يقومون بمضاعفة الأسعار الرسمية المسجلة على البضاعة المبتغى بيعها، ومن تخدعه الواجهات توقظه ألاعيب الباعة، فالتاجر سرعان ما يأخذ موقع المهاجم، فيشن هجوماً على المشتري، محاولاً إقناعه بأنه فضّل عليه بأنه قد سامحه بنصف قيمة البضاعة، زاعماً أنها (ماركة) أجنبية مسجلة رغم أنها لا تحمل خيطاً أجنبياً واحداً على الأغلب.

فإلى متى ستبقى كل الأسواق السورية، وخاصة الشعبية منها، حرة «جداً» وبعيدة عن أقل رقابة حكومية فاعلة؟؟

إلى متى ستبقى الأسعار تطير حرة في أعالي السماء بعيداً عن قاع المجتمع الذي تقبع تحته أجور محدودي الأجور؟

إلى متى سيبقى آلاف متزايدة من المواطنين السوريين يملؤون شوارع الأسواق واقفين على واجهات المحلات فقط؟؟؟؟