أفراح «الربيع» تعطل أصوات الرصاص في القامشلي

أفراح «الربيع» تعطل أصوات الرصاص في القامشلي

انتهى في مدينة القامشلي يوم الجمعة 21/3/2014 أسبوع كامل من الهدوء سيطر خلاله عشاق الفرح والاحتفال بأعياد الربيع لاسيما عيد النوروز، على المشهد العام للمدينة التي تعرف بتنظيم أكبر احتفالات بأعياد النيروز على مستوى البلاد

وتترافق أجواء الاحتفال مع دخول أول قافلة مساعدات للقامشلي يوم الخميس (20/3/2014) عبر معبرها مع تركيا «معبر نصيبين»، الذي أغلق منذ بدايات الأزمة السورية.

 احتفالات بعيد «النوروز»

ومن المؤمل أن تكون هذه بداية لفتح المعبر بشكل مستمر ما قد يخفف معاناة المدينة التي تضم آلاف النازحين من المحافظات الساخنة ولاسيما دير الزور وحلب وتعاني من غلاء فاحش يعد الأعلى على مستوى البلاد.
وبدأت الفعاليات الشعبية والتجمعات الشبابية استعداداتها للاحتفال مبكراً في محاولة على ما يبدو لخلق جو هادئ يسبق يوم الجمعة الذي تتوج فيه الاحتفالات بأعياد النوروز «رأس السنة الكردية 2626» والذي يصادف يوم عيد الأم أيضاً. حيث ازدادت المخاوف من حصول المفاجآت بعد أسبوع ساخن شهدته المدينة خلف قتلى وجرحى.

«بابا كاوا».. والمعابر مغلقة

وتقمص أحد الشباب شخصية «بابا كاوا» التي ابتدعها أبناء المدينة كـ«بابا نويل» محلي أصبح جزءاً من احتفالات المدينة عشية يوم النوروز، وزار الكثير من التجمعات التي أقيمت مساء الخميس ووزع الهدايا على الأطفال في مشهد نادر للفرح في المدينة متعددة الأعراق والأديان.
ويتطلع آلاف النازحين من محافظة الحسكة إلى دول الجوار هرباً من الأوضاع الأمنية غير المستقرة ولاسيما في ريف المحافظة، إلى العودة والمشاركة في احتفالات المدينة، لكن المعابر الحدودية مع العراق وتركيا مغلقة.

الحالة الأمنية والاشتباكات المتقطعة

وبدأ عيد النوروز يستقطب مشاركة جميع أبناء المدينة على اختلاف أعراقهم وأديانهم في محاولة على ما يبدو لمواجهة بث الفتنة ونزعات انعزالية لدى البعض أفرزتها الأزمة السورية، لكن الحالة الأمنية غير المستقرة للمحافظة بشكل عام تعيق هذه المشاركات.
وتعكس المفردات المستخدمة في التهنئة بعيد النوروز من قبيل (الأخوة، أبناء الوطن، شركاء الوطن) وعياً سياسياً لما يحاك في الأفق، ويحرص الكثيرون على إيصال تهانيهم بهذه المناسبة للمحتفلين في الساحات أو وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم سيطرة الدولة على غالبية مدن وبلدات محافظة الحسكة، إلا أن أحوالها الأمنية تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، ويندر أن يمر يوم دون وجود حوادث أمنية تزهق فيها الأرواح من دون وجود مبرر، ولاسيما في المدن الرئيسية للمحافظة، كالحسكة والقامشلي، حيث يتسبب إطلاق النار العشوائي والاشتباكات المتقطعة بين قوى ولجان شعبية صديقة في خسائر بالأرواح وتوقف لعجلة الحياة.

الأعياد والمشهد العام

وعيد النوروز وعيد رأس السنة الأشورية وغيرها الكثير من الأعياد والمناسبات التي تعيشها مدن المحافظة وتحظى بمشاركة شعبية واسعة، تعد جانباً آخر للمشهد العام في الحسكة والذي يستلهم عناصره من الأزمة السورية ومفرداتها وثنائياتها الوهمية، ويقود دعم مثل هذه المناسبات إلى تحقيق وحدة شعبية تطغى على كل إفرازات الأزمة السورية.