مخيم اليرموك... قبيل التحام الجرح!

مخيم اليرموك... قبيل التحام الجرح!

في ظل «قلق» الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حول الوضع المأساوي في مخيم اليرموك، ينفتح الجرح الأخير وهو قاب قوسين أو أدنى من الالتئام. حيث أنه تم مؤخراً خرق الهدنة، أو المصالحة، أو التسوية، «بغض النظر عن التسميات»، والتأهب  للقتال داخل المخيم وعلى مشارفه، بعد أن دخلت «جبهة النصرة» وبعض الكتائب التي لم توافق على الإنخراط في أية عملية سياسية مثل مصالحة ببيلا أوهدنة مخيم اليرموك

كما جرى الحديث عن محاولة دخول تنظيم «الجبهة الإسلامية في العراق والشام» إلى المخيم من جهة الحجر الأسود لإفشال أي «مصالحة وثنية» كما وصفها التنظيم.
 وقد تحدث وحلل البعض أن عودة المسلحين هو نتيجة حصارهم ميدانياً بعد قيام المصالحات في المناطق القريبة من المخيم، لكننا هنا لسنا بصدد البحث إن كان سبب عودة المسلحين هو ذا طابع عسكري أو سياسي، أو الحديث عن  الطرف المسؤول عن فشل الهدنة، فاليوم لم تعد ثنائية «نظام معارضة» على صورتها الضبابية كما كانت عند بعض الناس في وقت سابق، فقد بات واضحاً أن سلوك متشددي الطرفين غالباً ما يساهم في إذكاء نار الحرب في جميع المناطق السورية..
 إن ذرف الدموع على المنابر السياسية، ومسلسلات التراجيديا، وألحان الموسيقا التصويرية المؤثرة، ليست هي مطالب الشعب السوري بشكل عام أو أهالي مخيم اليرموك بشكل خاص، ولا حتى المساعدات الغذائية «على أهميتها» التي لم ولن تكفي للوقوف في وجه الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة  المدنيين المحاصرين داخل المخيم، المطلوب هوعودة أبناء المخيم بعد أن أصبحت محاولات تفريغه نهائياً واضحة للعيان، فهناك من ينام وأطفاله على أرصفة الشوارع، وهناك من يموت جوعاً، المطلوب هو الضغط على كل من يقف دون قيام أو إتمام المصالحات الوطنية في مخيم اليرموك وغيره من المناطق المشتعلة، كونها «المصالحات» هي خطوة إلى الأمام نحو الخروج من الأزمة السورية.