الرّقة حُرّة حُرّة، والغريب يطلع بَرا!!
طالب في كلية الهندسة المدنية طالب في كلية الهندسة المدنية

الرّقة حُرّة حُرّة، والغريب يطلع بَرا!!

منذ سيطرة القوى التكفيرية المسماة «داعش» على مدينة الرقة في الشهر الثاني من هذا العام، وفرض هيمنتها على القوى المسلحة الأخرى وممارساتها النهب للممتلكات العامة والخاصة، وتصعيد ممارساتها القمعية من قتلٍ وخطفٍ وجلدٍ، والسياسية بملاحقة المواطنين والتنظيمات الوطنية والشبابية التي لم تقبل بهم

ومنع الصحافة ووسائل الإعلام من تغطية الأحداث هناك، والترويج لأفكارهم الظلامية.. بل وحتى الاجتماعية بمنع الاختلاط في المدارس وكليات الجامعة ولبس البنطال وفرض الحجاب ومنع ركوب النساء للدراجات مع إخوتهن أو أزواجهن وغيرها من الأحكام القراقوشية..
وآخرها احتلال مبنى «الكنيسة الأرمينية»، وجعله مقراً لما يسمى الهيئة الشرعية.. لكن الرقة لم تهدأ رغم كل ذلك وفي كل مرة تنتفض ضدهم. ففي الوقت الذي تتفاقم فيه معاناتهم الاقتصادية الاجتماعية من غلاء ونقص في مواد الغذاء والدواء وانقطاعٍ للكهرباء وخاصةً مع تأثيرات العاصفة الثلجية، دخل مسلحو داعش يوم الخميس 12/12/2013 إلى مبنى كلية الهندسة المدنية لفصل الطلاب عن الطالبات فتصدى لهم الطلبة ومنعوهم والهتاف في وجههم: «الرقة حرة حرة والغريب يطلع برا... وليش خايفين الله معانا».
وهذه المواقف الشجاعة والمستمرة وكموقف الشابة «سعاد نوفل» وشقيقتها أيضاً، اللتين ما تزالان تمارسان اعتصامهما اليومي الرافض لوجود المجموعات التكفيرية وممارساتها.. تؤكد بُعد هؤلاء عن الدين، وأنّ الشعب السوري الذي يطمح للتغيير الجذري والشامل، وخرج من أجل ذلك، يرفض العنف والظلام ويرفض الغرباء الذين يدّعون أنهم يريدون تحريرهم وفرض دولةٍ تكفيرية باسم الدين والإسلام.
إنّ ما يحدث في الرقة يتكرر في غالبية المدن والبلدات التي سيطرت عليها القوى التكفيرية بأشكالٍ متعددة، وبات المواطنون يريدون إيقاف العنف والخلاص من معاناتهم ومن هؤلاء التكفيريين والمسلحين كما طالبوا قبلاً بالتغيير، ويؤيدون انطلاق الحل السياسي.. بينما ما تزال بعض القوى السياسية في المعارضة والنظام تكابر وتتاجر بهم وبمعاناتهم وتسعى لإطالة أمد الأزمة لتحقيق مكاسب على الأرض واعدة وهم الحسم والإسقاط للمزايدة بها في جنيف-2 ولو أدى ذلك إلى مزيدٍ من القتل والدمار