أمام أبواب القصر العدلي

أمام أبواب القصر العدلي

عدد كبير من المعتقلين والموقوفين والمفقودين لا يُعرفون أين، ولا يعرف مصيرهم.. وقلةٌ قليلة من أسرهم يأتيهم الجواب بعد شهور من المتابعة وذِلّة السؤال والخوف من تبعاته: أنّه لدى الجهات المسؤولة ومحول للقضاء المختص..!

شهور أخرى من الانتظار وقلةٌ نادرة من يحصل على زيارة..وتبقى الأسر رهينة المحبَسَين... رهينة للمعاناة التي يعانونها يومياً في ظل التوتر الامني، والبحث عمّا يسدّ الرمق للأفواه الجائعة من فلذات الأكباد.. ورهينة للقلق اليومي عمّن هم في المعتقلات ولا يعرفون عنهم شيئاً بعد أن تبلغ آخرون غيرهم بأنّ ابنهم قد مات.. واستلموا ما تبقى من رائحته وهويته دون أن يعرفوا كيف مات وأين دُفِنَ..!! جُموعٌ من الأمهات والآباء على أبواب القصر العدلي ترهقهم ذِلّة وعيونهم الدامعة ترقب سيارات السجن القادمة علّهم يلمحون طيفاً أو شبحاً لأبنائهم.. وبانتظار خروج أحدهم تتالى الأسئلة: هل هناك حلّ سياسي..؟ هل سيعقد جنيف2 وهل سيطلق سراح الموقوفين..؟ وتتوالى الحكايات: ابني اعتقل عند الحاجز فقط لأنه من المنطقة الفلانية.. ابني اعتقل لأن هويته مكسورة.. ابني أخذوه من المدرسة.. ابني أخذوه لأنّ أخاه كان متظاهراً.. ابني هذا الثالث الأول استشهد بالقصف والثاني بالقنص... ابني موقوف وزوجي مخطوف وطلبوا مليونين وليس لدينا ما نأكله.. أبي مفقود وبيتا تدمر منذ أشهر.. ابني.. أبي.. زوجي.. صدر مرسوم يمدد مرسوم العفو عن الفارين من الخدمة.. يسلمون أنفسهم ويسلمون سلاحهم.. لماذا لا يطلقون سراح أبنائنا..؟ الخاطفون أليس لهم سجناء.. لماذا لا يتركون المخطوفين..؟ أسرٌ تشتت.. وأطفال تيتموا ونساء ترملت.. وبيوتٌ تهدمت.. حكاياتٌ لم تنته.. وأسئلة تنتظر الأجوبة..