النفخ في جمر الفتنة

النفخ في جمر الفتنة

تشهد العديد من القرى والبلدات في محافظات الحسكة، وريف الرقة وحلب نزوحاً جماعياً بسبب أعمال العنف الدائرة هناك، بعد انتشار ظاهرة فوضى السلاح في تلك المناطق، وإذا كان العنف مرفوضاً جملة وتفصيلاً من أي كان فان أخطر مظاهر العنف هي التي تأخذ شكلاً طائفياً أو عرقياً،

فهذا الشكل يسقط كل مشروعية سياسية وأخلاقية عن السلاح مهما كانت غاية من يحمله وأياً كان هدفه المعلن.

لقد توترت الأوضاع في هذه المناطق من البلاد مع استمرار الأزمة  خصوصاً بعد دخول قوى مسلحة تكفيرية إلى ساحة الصراع وارتكابها أعمالاً ذات طابع إرهابي صارخ، بحجة المشاركة في حرب «التحرير» المزعومة وتم استقدام مسلحين غير سوريين وإصدار فتوى تقضي بتكفير« الأكراد» بزعم أن أحد تنظيماتهم المسلحة مدعومة من النظام، ومحاولة تحويل الصراع الدائر إلى شكل عرقي بين أبناء الوطن الواحد الذين يجمعهم وحدة المصير والتاريخ والمصالح الواحدة ... إن محاولات إثارة مثل هذه الفتنة يهدف من جملة ما يهدف إلى تغيير اتجاه الصراع جذرياً وتشويهه أكثر فأكثر، وخلط الأوراق، وإنهاك الكل وتهيئة الأجواء لتمرير استراتيجيات التفتيت والتقسيم.. وعليه فأن محاولة إخماد الفتنة في المهد يتطلب الاستناد إلى رؤية متكاملة تتكثف بـ:
الانطلاق من أن سورية وطن الجميع، وانهاء كل سياسات التمييز على أساس قومي، واحترام الخصوصية القومية بما لايتناقض مع وحدة البلاد.
إنهاء العنف و كل المظاهر المسلحة من أية جهة كانت، إلا في حالة مواجهة المسلحين القادمين من الخارج.
الدفع باتجاه الحل السياسي للأزمة على مستوى البلاد، بما يخدم حق الشعب السوري في التغيير الجذري الشامل.