روسيا والمساعدة بحلّ الملف السوداني
ملاذ سعد ملاذ سعد

روسيا والمساعدة بحلّ الملف السوداني

في تطوّرٍ سياسيٍّ جديد ضمن الملفّ السودانيّ، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار أنَّ وفد السودان طلب مساعدة روسيا خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما جرى اتفاقٌ إيرانيٌّ سودانيّ لاستئنافِ العلاقات الدّبلوماسية بين البلدين، الأمر الذي من المرجَّح أنْ يدفعَ التسوية قُدُماً.

أكّد وزير الخارجية الروسي أواخر الشهر الماضي خلال اجتماعه مع مالك عقار أنّ «روسيا تتابع بقلق ما يحدث في السودان ومهتمّة بالمساعدة في تهيئة الظروف لتسوية الوضع. ومن خلال سفارتنا التي لا تزال في الخرطوم، نحافظ على اتصالات مع جميع الأطراف المعنيّة».

وأعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أنّ وفد بلاده طلبَ خلال اللّقاء المساعدة من روسيا لحلّ الأزمة في السودان، حيث قال عقار خلال المؤتمر الصحفي «طلبنا مساعدة روسيا في إنهاء الحرب السودانية. كما أطلعْنا وزير الخارجية الروسي على خارطة الطريق لحلّ الأزمة»، كما طلب من روسيا مساعدات اقتصادية واستراتيجية.

ضمن حديثٍ له مع وكالة نوفوستي قال عقار «نرحّب بمشاركة روسيا في أيّ مفاوضات. لم تفرضْ روسيا أيَّ واقعٍ معيَّن ولم تطرحْ أيَّ خريطةِ طريقٍ معيَّنة، لكنَّ وجود روسيا في أيٍّ من المفاوضات والمبادرات التي تجري، مهمٌّ بالنسبة لنا».

يعكس هذا التطوُّر لدى أحد أطراف الصّراع في السودان بطلبِ المساعدة من روسيا سعيَه لحلّ الأزمة بشكل أكثر جدّية، ومن جهة أخرى فإنّ ما يجري حتى الآن من محاولات تسوية وتهدئة دولية سواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها أو الأمم المتحدة غير كافية بأفضل الأحوال، وترفع من حدّة التوترات وصولاً لانسدادٍ في الحلّ.

وتأكيدُ لافروف أنّ سفارة بلاده تحافظ على اتصالات مع جميع الأطراف المعنيّة يعني وجود إمكانية فعليّة لأن تلعب موسكو دوراً فاعلاً ونشطاً بالتوصُّل لتقاطعاتٍ وتفاهماتٍ بين طرفَي الصّراع ودفع الحلّ قدماً.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللّهيان في 8 من الشهر الجاري اتفاق بلاده مع الخرطوم لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وتبادل التمثيل القنصلي بينهما، وذلك بعد قطيعةٍ استمرّت حوالي 7 سنوات. ليعكس هذا التطور الأمرَ نفسه، ويتيح المجال لإيران بلعب دورٍ مكمِّل مع روسيا باتجاه التسوية نفسها.

تشكّل هاتين الخطوتين تحدّياً واستفزازاً سودانيّاً للولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها، والتي قد تحاول واشنطن الردّ عليها عبر محاولات تصعيد الصّراع وتعقيده بشكلٍ أكبر ريثما تتمكَّن موسكو وحلفاؤها من إيجاد طُرِقٍ تتيح توصُّلَ السودانيّين لاتّفاقات خفض تصعيد وتسوية.