قمة شنغهاي للتعاون: جديد الخطوات المناهضة للهيمنة الغربية

قمة شنغهاي للتعاون: جديد الخطوات المناهضة للهيمنة الغربية

في الرابع من تموز الجاري، ترأس رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، الاجتماع الـ23 لمجلس رؤساء دول «منظمة شنغهاي للتعاون» عبر الفيديو. وذلك بمشاركة طيف واسع من الدول والمنظمات، شمل قادة روسيا والهند والصين وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وكذلك إيران وبيلاروسيا ومنغوليا وتركمانستان، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة ورابطة أمم جنوب شرق آسيا ورابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.

حدّد الاجتماع في دورته الحالية بوضوح هدف إنجاز المزيد من التوسع في المنظمة التي أنشأها قبل 22 عاماً قادة الصين وروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان على مبادئ «الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة واحترام مختلف الحضارات والسعي لتحقيق التنمية المشتركة» وهو ما تم الاصطلاح عليه لاحقاً «روح شنغهاي».

الجديد في نسخة هذا العام كان توقيع قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون مذكرة بشأن انضمام جمهورية بيلاروسيا للمنظمة، ليس كمراقب كما كانت سابقاً، بل كعضو كامل العضوية. حيث ذكر البيان الختامي للقمّة: «لاحظت الدول الأعضاء أهمية توقيع مذكرة التزام لبيلاروسيا من أجل الحصول على وضع دولة عضو في منظمة شنغهاي للتعاون»، حيث تحتاج مينسك الآن إلى توقيع أكثر من عشرين معاهدة واتفاقية داخل إطار المنظمة.

ولا يقل أهمية عن ذلك أبداً، استكمال إضفاء الطابع الرسمي على المشاركة الكاملة لإيران في منظمة شنغهاي للتعاون. ووفقاً لرئاسة القمة، فإن انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون سيساعد في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الإقليمية، مثل ممر النقل الجديد عبر ميناء تشابهار الإيراني.

ولم ينسَ المتحدثون خلال اجتماع القمة الإشارة إلى عملية إصلاح العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، والتي سيكون لها بالفعل تأثير مفيد على التشغيل المستقر والآمن لممرات النقل الدولية، والتي لاحظ العديد من المشاركين في الاجتماع أهميتها المتزايدة.
ويمثل صعود إيران من مستوى مراقب إلى العضو الدائم في المنظمة مؤشراً قوياً على أن دول منظمة شنغهاي للتعاون عازمة على معارضة سياسات العزل والعقوبات الغربية المفروضة على عدد كبير من الدول.

رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي لم يتحدث اللغة الإنكليزية هذه المرة بل الهندية، أشار خلال الاجتماع إلى الوضع الأفغاني وإلى الدور المهمّ للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون في مكافحة انتشار الإرهاب الدولي وتمويله. حيث أوقفت السلطات المختصة في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أنشطة 73 خلية من المنظمات الإرهابية الدولية ومنعت 69 هجوماً إرهابياً.

بدوره، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى «التغييرات غير المسبوقة منذ قرن» و«التحديات غير المسبوقة» التي تواجه البشرية، وخرج بخمس مبادرات، بما في ذلك التطوير المستقل للسياسة الخارجية «على أساس مصالح منطقتنا». وفي معرض حديثه، دعا الرئيس الصيني إلى زيادة التعاون بين منظمة شانغهاي للتعاون في مجال الأمن، فضلاً عن زيادة وتيرة الانتعاش الاقتصادي، وربط مبادرة «الحزام والطريق» التي طرحتها بكين قبل 10 سنوات بالاستراتيجيات الوطنية لكل دولة من دول المنظمة، فضلاً عن زيادة حصة التسويات بالعملات الوطنية.

وبهذا الصدد، تحدث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حول إحياء الفكرة القديمة المتمثلة في إنشاء بنك تنمية خاص بمنظمة شانغهاي للتعاون، واستئناف المناقشات حول استكمال أنشطة إنشاء رابطة ما بين بنوك الدول في إطار المنظمة، حيث اتخذت الصين المبادرة في عام 2010، واقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنشاء صندوق تنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون في عام 2013.

بدوره، شكر بوتين زملاءه في منظمة شنغهاي للتعاون الذين دعموا الدولة الروسية خلال محاولة التمرّد المسلّح الأخيرة. وأشار إلى أنه مع تفاقم التناقضات الجيوسياسية، تزداد مخاطر النزاعات العسكرية. وأكد أنه على خلفية العداء الحاد الذي يبديه الغرب «زادت تجارة روسيا مع الدول الأعضاء في الرابطة بأكثر من الثلث في العام الماضي 37%، لتصل إلى رقم قياسي بلغ 263 مليار دولار. وفي الفترة من كانون الثاني إلى نيسان من هذا العام، أضافت 35% أخرى».

ووفقاً لبوتين: «يتوسع استخدام العملات الوطنية في التسويات المتبادلة: على سبيل المثال، يتم تنفيذ أكثر من 80% من المعاملات التجارية بين روسيا وجمهورية الصين الشعبية بالروبل واليوان. وتجاوزت حصة العملة الروسية في معاملات التصدير مع جميع دول منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2022 عتبة 40%. وعلى الرغم من أن الدولار لا يزال حاضراً، فإن عصر الهيمنة الكاملة للأموال الأمريكية أصبح شيئاً من الماضي»، حيث تظهر تحالفات بديلة غير غربية، مثل منظمة شنغهاي للتعاون أو مجموعة البريكس المتنامية، والتي يمكن من خلالها اتخاذ قرار في شهر آب بإنشاء عملتها الخاصة المدعومة بالذهب.