العالم يتخلى عن الدولار... منظمة شانغهاي من آخر المتمردين
ملاذ سعد ملاذ سعد

العالم يتخلى عن الدولار... منظمة شانغهاي من آخر المتمردين

يتسارع مؤخراً دومينو التخلّي عن الدولار في التبادلات والتسويات التجارية بين مختلف الدول والمنظمات حول العالم، بدءاً من الدول الأكبر والأقوى اقتصادياً بطبيعة الحال، كروسيا والصين والسعودية والبرازيل، وتكتل بريكس، وصولاً إلى منظمة شانغهاي للتعاون أخيراً وليس آخراً.

أعلن نائب أمين عام منظمة شانغهاي للتعاون، غريغوري لوغينوف أنّ المنظَّمة تعمل لوضع خارطة طريق للانتقال إلى التسويات بالعملات الوطنية قائلاً: «تتم صياغة خارطة طريق للانتقال إلى التسويات بالعملات الوطنية. يجري العمل بشكل جدّي ومفصل. هذه العملية بعيدة كل البعد عن البساطة، لأن الدولار كعملة احتياطية عالمية متأصِّل بعمق، بما في ذلك في أنظمة العملات الوطنية»، وتابع: «فيما يتعلق بفرض نوع من العملة الموحَّدة لمنظَّمة شنغهاي للتعاون، يمكن القول إنّ هذا الموضوع لم يُطرَح بعد بهذا الشكل، ولم يتم تحديد مثل هذا الهدف حتى الآن. أما فيما يتعلق بالمستقبل فسنرى ذلك لاحقاً».

مجموعة بريكس التي تضم 5 دول رئيسية: روسيا والصين وجنوب افريقيا والهند والبرازيل، كانت قد أعلنت عن سعيها للتخلي عن الدولار في التبادلات والتسويات التجارية ما بين دول المجموعة، وفي أمريكا اللاتينية يجري الحديث عن التخلي عن الدولار في القارة وإطلاق عملة موحَّدة جديدة لا يزال البحث فيها أوّلياً.

وعلى مستوى علاقات الدول الثنائية، يوجد لدى الصين مساع معلنة ومنها أنّ اتفاقات قد جرت بالفعل للتخلي عن الدولار مع روسيا والسعودية والهند والبرازيل وايران وغيرها، كما أن تركيا تسعى للمضي في المسار نفسه، وفي العالم العربي تُحرِّك مصر هذا المسار بتخفيف الاعتماد على الدولار بالتعاملات التجارية الدولية، وتدرس الإمارات والهند إمكانية زيادة التجارة بعملتَيهما المحليّتَين، كما أنّ العراق يسعى لسداد واردات القطاع الخاص من الصين باليوان.

يمكن التأكيد أن عملية التخلي عن الدولار قد أطلقت على المستوى العالمي وبشكل متسارع، وسيجبر هذا الطريق الدول الأصغر اقتصادياً على التكيّف مع الوقائع الجديدة، حتى أنه قد يجبر حلفاء واشنطن التقليديين للانفكاك عن الدولار تلبيةً لمصالحهم، كحال فرنسا التي صرّح رئيسها إيمانويل ماكرون أنه يجب على أوروبا تقليل اعتمادها على الدولار.

كلّ ذلك يؤكّد أنّ الدولار يعيش مراحله التاريخية الأخيرة، وهذا التطور بدوره سينعكس داخلياً على الولايات المتحدة الأمريكية التي قد تشهد توترات وأزمات كبرى وحادّة في المستقبل بدأت ملامحها الأولية بالظهور بتباطؤ منذ إغلاقات الوباء وحتى الآن، من مثل إفلاسات لشركات أو بنوك أو طرد موظفين وتضخم وركود وارتفاع أسعار، وإلخ... من المسائل التي قد تشهد لحظة من الانفجارات المتسارعة.