غوتيريس وإعلان "حالة الطوارئ المناخية"

غوتيريس وإعلان "حالة الطوارئ المناخية"

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الحكومات ، إلى إعلان "حالة الطوارئ المناخية" والوفاء بوعودها بخفض التلوث الكربوني مع تعافيها من الوباء.

وحذر غوتيريس، في كلمة ألقاها في افتتاح قمة الطموح المناخي، التي عقدت على الإنترنت بمناسبة مرور خمس سنوات على اتفاق باريس بشأن المناخ، من أن الالتزامات الحالية للدول "أبعد ما تكون عن الكفاية" للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
وقال غوتيريس، عبر الفيديو ": "هل يمكن لأحد أن ينكر أننا نواجه حالة طوارئ مأساوية؟"، موضحا "ولهذا السبب أدعو اليوم جميع القادة في جميع أنحاء العالم إلى إعلان حالة الطوارئ المناخية في بلدانهم إلى أن يتم التوصل إلى الحياد الكربوني".
وأضاف غوتيريس أن "حزم الانتعاش الاقتصادي التي تم إطلاقها في أعقاب وباء الفيروس التاجي تمثل فرصة لتسريع الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون"، محذرا في الوقت نفسه "من أن هذا لا يحدث بالسرعة الكافية".

وتابع غوتيريس: "حتى الآن، ينفق أعضاء مجموعة العشرين 50% في حزم التحفيز والإنقاذ الخاصة بهم على القطاعات المرتبطة بإنتاج الوقود الأحفوري واستهلاكه، أكثر من إنفاقهم على الطاقة منخفضة الكربون".

وختم "هذا غير مقبول. تريليونات الدولارات تم ضخها من أجل "كوفيد-19" هي الأموال نقترضها من الأجيال القادمة.. لا يمكننا استخدام هذه الموارد لتعقّب السياسات التي تثقل كاهل الأجيال المقبلة في الديون على كوكب محطم".

كما أعلنت بريطانيا المضيفة المشاركة للقمة أنها "ستتعهد بانهاء الدعم الحكومى المباشر لمشاريع الوقود الاحفورى الخارجية فى القمة، بهدف تحفيز تحركات مماثلة من جانب دول أخرى لتسريع التحول الى طاقة إضافية".
ويراقب الدبلوماسيون خطابات القمة بحثا عن أي علامات على تعهدات مناخية أقوى بكثير من دول من بينها الصين، والتي فاجأت العديد من المراقبين بالإعلان عن هدف لتصبح محايدة من الكربون بحلول عام 2060 في أيلول والهند واليابان.

وكان غوتيريس قد صرح سابقاً أنه ورغم سنوات أُنفقت في الكلام، لا تزال الانبعاثات العالمية تصل إلى مستويات قياسية دون أن تكون هناك بوادر تشير إلى أنها بلغت منتهاها ولن تعاود الارتفاع. وبلغ تركيزُ ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي أعلى مستوياته على مدى ٣ ملايين سنة. وكانت السنوات الأربع الأخيرة الأشد حرارة على الإطلاق إذ لم يسبق أن سُجِّل مثلها، وارتفعت درجات الحرارة التي يشهدها القطب الشمالي في فصل الشتاء بمقدار 3 درجات مئوية منذ عام ١٩٩٠. وما زال مستوى سطح البحر يعلو وما زالت الشعاب المرجانية تموت، وقد بدأنا نلحظ التأثير المدمر لتغير المناخ على الصحة، من خلال تلوث الهواء وموجات الحرارة الشديدة والمخاطر التي تتهدد الأمن الغذائي.
وصحة البشر وأمنهم الغذائي أصبحا معرضين للخطر، حيث تلوث الهواء المرتبط بالتغير المناخي يتسبب بوفاة سبعة ملايين شخص كل عام.

ويتبيَّن من أحدث التحليلات أننا إذا بادرنا إلى التحرك الآن، فسوف نتمكن من خفض انبعاثات الكربون في غضون ١٢ عاما والحدّ من الاحترار العالمي بحيث لا يزيد على 1.5 درجة مئوية. أما إذا مضينا في مسارنا الحالي، فلا سبيل إلى التنبؤ بالعواقب.
والتكنولوجيات الحديثة والحلول الهندسية الجديدة تقوم بالفعل بتوفير الطاقة بتكلفة أقل مقارنةً بالاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري. وأصبحت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الشاطئية الآن أرخص مصادر الطاقة الضخمة الجديدة في جميع الاقتصادات الكبرى تقريبا. ولكن لا بد لنا أن نحدِث تغيّرا جذريا في حياتنا.

ويعني ذلك وقف الإعانات الخاصة بالوقود الأحفوري والأنشطة الزراعية ذات الانبعاثات العالية، والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والممارسات الصديقة للمناخ. ويعني كذلك التعجيل بإغلاق محطات توليد الطاقة باستخدام الفحم والاستعاضة عن فرص العمل الضائعة ببدائل أكثر صحة، حتى يكون التحوّل عادلا وشاملا للجميع ومربحا.
هذا وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد حذر سابقاً من التأثيرات المدمرة للاحتباس الحراري الذي يهدد الإنسانية، وقال إن "نقطة اللاعودة" باتت ماثلة أمام العالم.