مخاطر المناخ قد تضربنا دفعة واحدة
تيلي-سور تيلي-سور

مخاطر المناخ قد تضربنا دفعة واحدة

أعلنت دراسة حديثة جداً عن أنّ العالم قد يواجه إن بقي على هذه الحال ستّ كوارث مناخية متزامنة مع بعضها. وكما قال الباحث المشارك في الدراسة إيريك فرانكلين: «سيواجه المجتمع البشري تأثيرات مختلطة مدمرة لمجموعة مخاطر مناخية متفاعلة. إنّها تحدث الآن بالفعل وستستمر لتصبح أسوأ».

تعريب وإعداد: عروة درويش

لقد بدأ الأمر مع ارتفاع درجات الحرارة التي ضربت المناطق الجافّة عادة، وهو ما قاد إلى الجفاف وموجات الحر وحرائق الغابات المميتة مثل التي انتشرت مؤخراً في كاليفورنيا. وكانت النتيجة في المناخات الأكثر رطوبة هي هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات.

ويؤدي تأثير الاحتباس الحراري على سطح المحيطات إلى خلق عواصف كبرى تتزايد قوتها التدميرية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.

توصل البحث إلى أنّ العلماء قد درسوا غالبية تأثيرات تغير المناخ كلّ واحدة على حدة، معتمين بذلك على احتمالية، والتي ستصبح واقعاً بعد وقت قريب، أن تضرب جميع هذه التأثيرات المجتمعات البشرية دفعة واحدة.

فعلى سبيل المثال شهدت فلوريدا العام الفائت طوفاناً هائلاً ودرجات حرارة مرتفعة قياسية وأكثر من 100 حريق غابات والإعصار مايكل وأكثر العواصف قوّة على الإطلاق التي شهدتها يوماً.

قال البروفسور المشارك في البحث كاميلو مورا: «إنّ التركيز على بضع مخاطر قد يغطي على آثار المخاطر الأخرى، لينتج تقديراً غير كامل لعواقب التغيّر المناخي على البشرية».

تدعو اتفاقية باريس للمناخ الموقعة من 195 دولة إلى إبقاء ارتفاع الحرارة دون 2درجة. لكن حتّى في ظلّ هذه السيناريوهات المتفائلة فإنّ «زيادة التعرّض التراكمي للعديد من المخاطر المناخية سيؤثر على جميع البلدان، الغنية والفقيرة على حدّ سواء». لكن إن استمرّ تلويث الهواء على وضعه الحالي، فإنّ الأرجح هو حدوث عدّة ظواهر مناخية دفعة واحدة من ضمنها المطر الشديد وارتفاع مستويات البحر ونشوب العواصف.

قام البحث بجمع معلومات من بضعة آلاف دراسة، ثمّ تحليلها بشكل شامل، وكانت متضمنة لنشوب الحرائق والفيضانات وتساقط الأمطار وارتفاع مستوى البحر وتغيير استخدامات الأرض والأعاصير وزيادة حموضة المحيطات وارتفاع الحرارة والجفاف ومنابع المياه العذبة.

يقول البروفسور مايكل مان من جامعة بين: «إنّ تكلفة التقاعس عن اتخاذ إجراءات بشأن تغيّر المناخ سوف تفوق بكثير تكلفة اتخاذها. لا يزال حتّى الآن بإمكاننا أن نقلّص الدمار والمعاناة إن تصرفنا بسرعة وبشكل جذري من أجل تقليل انبعاثات الكربون».

ويقول فرانكلين ساخراً: «إنّ منطقة غرينلاند (والمناطق القريبة من القطب) تبدو وكأنّها أقلّ من سيعاني من المخاطر والتأثيرات المناخية، ولهذا يبدو ذكاء منّا أن نشتري الآن العقارات في غرينلاند».

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2019 00:02