لماذا الانزعاج؟ انسحاب أمريكا من الاتفاق خبر ممتاز
أندرو كوربيكو أندرو كوربيكو

لماذا الانزعاج؟ انسحاب أمريكا من الاتفاق خبر ممتاز

كتب أندرو كوربيكو مقالاً يحلل فيه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وتبعاته على العالم وعلى المنطقة. ويلقي بالضوء على الأحداث التي سبقته منذ وقت إدارة أوباما، وكيف أنّ وسائل الإعلام، وخاصة الغربية منها، قد بالغت بمدى فداحة آثار هذه الخطوة. وأنّ الولايات المتحدة ما كانت لتلتزم بالاتفاق تحت أيّ ظرف بسبب محاولتها الحفاظ على عالم ذو قطب واحد في مواجهة القوى الصاعدة.

تعريب وإعداد: عروة درويش

ونلخص هنا أهم الأسباب التي برأي الكاتب تدعو للاحتفال، وليس الحزن، بانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي:

  • لم يعد لدى أيّ أحد في إيران وهم المصداقية الأمريكية.
  • لا تزال بقيّة دول العالم تحترم الاتفاق:

رغم أنّ الشركات الأمريكية مثل بوينغ سوف تخسر صفقات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات «وهو الأمر الذي قد تعوض عنه في المستقبل عبر عقود عسكرية مستقبلية تدفع قيمتها من المليارات الإيرانية التي لا تزال الولايات المتحدة تحجز عليها»، فهذا يعني في الحقيقة أنّ الشركات غير الأمريكية التي تملك الشجاعة للوقوف في وجه العقوبات سوف تتقدم لمثل هذه الصفقات.

  • إيران تعتمد على روسيا الآن أكثر من أيّ وقت مضى:

تمثل روسيا «صمام ضغط» لا يستبدل بالنسبة لإيران عبر اتفاقيّة التجارة الحرة الجديدة بينهما، والتي ستزودها بارتياح لا مثيل له في مثل هذه الأوقات العصيبة. وهو ما سيدعّم النظام العالمي الجديد الذي يتشكل. وذلك دون نسيان أنّ «أيّ انفراج بين الولايات المتحدة وروسيا قد يشجع موسكو على بعض المساومات، مثلما حدث في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية».

  • الجمهورية الإسلامية ستعيد توجيه تركيزها الاستراتيجي ناحية الشرق:

خوفاً من أن يتمّ حشرها من جديد نتيجة للضغوط الغربية التي قد يواجهها حلفاؤها، فلن يكون لدى إيران خيار سوى إعادة النظر في دورها في أوراسيا عبر التوجه شرقاً نحو باكستان وآسيا الوسطى.

  • قد يتمّ أخيراً إنشاء الحلقة الذهبية:

قد تعمق القوى الخمسة الكبرى في أوراسيا: روسيا والصين وإيران وباكستان وتركيا، علاقاتهم وتكاملهم كنتيجة للهجمات الغربية الشرسة عليهم وعلى مصالحهم، وهو الأمر الذي سينطلق من أن مصلحتهم الجماعية واحدة هنا، وهذا قد يقود لوضع أساس ملموس «للحلقة الذهبية» الهائلة التي ستخدم الاستقرار في هذه البلدان وفي جوارها.