سقطت فكرة شارون
صحافة العدو صحافة العدو

سقطت فكرة شارون

تزايدت المخاوف الصهيونية من احتمالية وجود انعكاسات لمسيرات العودة الكبرى التي انطلقت قبل 10 أيام على الحدود الشرقية لغزّة، على الضفة المحتلة، مما يعني ازدياد نقاط المواجهة المباشرة مع الاحتلال في أكثر من مكان.

ونقلت صحيفة “يديعوت احرنوت” الإسرائيلية، عن الكاتب الصهيوني “يورام يوفال”، قوله إن هناك مخاوف من إنعكاس آثار مسيرات العودة الجارية في قطاع غزة على الضفة المحتلة، لافتًا إلى أن هذه المسيرات أظهرت أن الفلسطينيين أدركوا الطريقة التي يمكن من خلالها إنهاء الاحتلال.

كما توقع أن يسير نحو 100 ألف فلسطيني على أقدامهم بهدوء من رام الله إلى مستوطنات “بيت إيل وبسغوت وعوفرا” وسط الضفة، وحينها ستضطر “إسرائيل” للعودة لحدود العام 1949، مضيفًا، “هذه المسيرات تعتبر فهمًا متأخرًا لدى الفلسطينيين في كيفية التفوق على المشروع الصهيوني بعد 100 عام من المقاومة العنيفة له”، وفق قوله.

وأضاف، “هم من خلال هذه المسيرات يحاولون تعلم طريقة جديدة لتجاوز هذا المشروع، من خلال انتهاج المقاومة الشعبية وليس المسلحة”، زاعمًا أن الفصائل في غزة لجأت لهذه المسيرات كأسلوب تكتيكي، رغم أن “دي أن أيه” (المادة الوراثية) لها هي السلاح، لكنها فضلت اليوم أن تكون مقاومتها معتمدة على الحجارة والزجاجات الحارقة، ولذلك فإن انخراط مزيد من الفلسطينيين بالمقاومة الشعبية كفيل بإنهاء الاحتلال.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي، فأنه برغم وجود أصوات يمينية في “إسرائيل”؛ تُبدي رفضها لتقبل فرضية أن تنسحب “إسرائيل” من مستوطنات الضفة، إلا أن هذه المسيرات قد تجبرها لاحقًا على الخروج من مدن عسقلان وتل أبيب وحيفا والقدس”.

وأكد يوفال على أن هذه الفرضية تسبب تخوفًا لدى الإسرائيليين من هذه المظاهرات، لأنها تعيد للأذهان ما حصل مع المهاتما غاندي في الهند ونيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا، مشددًا “يخشى الإسرائيليون إمكانية تكرار هذه النماذج العالمية معهم، خاصة أن “غاندي” الفلسطيني قد ولد فعلًا، وهو يتمثل في الفتيان المتظاهرين الفلسطينيين، وسيحقق حلمه في المدى القريب”.

ومن جهته، قال الكاتب اليميني الإسرائيلي “نداف هعتنسني” إن “أهم دروس مسيرات غزة الجارية حاليًا، أن “الانفصال عنها كان خاطئا”.

وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن “إسرائيل” لو كررت الانسحاب ذاته في الضفة الغربية، لرأينا اليوم مئات الآلاف من الفلسطينيين على بوابات القدس، ومطار “بن غوريون”؛ كما سيحصل اليوم على بوابات غزة.

وبحسب “هعتنسني” فان ذلك يطرح أسئلة كبيرة حول طبيعة الرد المتوقع من قبل “إسرائيل”، مفندًا ما كان يردده “أريئيل شارون” إبان تنفيذ خطة الانفصال عن غزة في 2005، قائلًا، “أضمن لإسرائيل 40 عامُا من الهدوء، عسقلان لن تتحول لخط مواجهة”، لكن مسيرات اليوم التي يسمعها مستوطنو غلاف غزة بددت كل هذه الشعارات الإسرائيلية.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني