قاذفة الصواريخ الروسيّة TOS-1A
أركادي سافيتسكي أركادي سافيتسكي

قاذفة الصواريخ الروسيّة TOS-1A

حصل الجيشان السوري والعراقي على عون شديد من أنظمة قذف الصواريخ والمتفجرات الثقيلة روسية الصنع TOS-1A (السولنتسيبيوك الحراري Solntsepyok thermobaric) والتي تمّ نقلها إلى المنطقة لتشارك في القتال. حيث استخدمت القوات العراقية هذا السلاح المذهل في معاركها مع ميليشيات داعش في الموصل. وقد أثبت السلاح جدواه في دعم المشاة أثناء إطلاق العملية من أجل تحرير مدينة تدمر من إرهابيي داعش في 2017. كما أنّ أنظمة TOS-1A تحرس القاعدة العسكرية الروسية في حميميم. إنّه سلاح فعال جداً عند القيام بعمليات ضدّ الكمائن، وهو ما يجعله سلاحاً مثالياً ضدّ الإرهابيين.

تعريب وإعداد: هاجر تمام

يستخدم السولنتسيبيوك عربة BM-1 القتالية، وهو مزوّد بمنصة إطلاق يمكن أن ترمي 24 صاروخ، وجهاز تحديد مدى ليزري، وحاسب باليستي متطور ومحسن. يمكن لهذا الحاسب أن يحدد زاوية الارتفاع المطلوبة ما لم يتجاوز الانحراف عشرة أمتار. يمكن إجراء جميع العمليات من داخل العربة بهدف حماية طاقمها من إطلاق النار. يمكن لقاذفة الصواريخ أن تطلق أثناء الليل. فإن كان الهدف ضمن مجال الرؤية، يمكن إصابته في غضون 90 ثانية. قاذفة اللهب محميّة بأربعة قواذف قنابل دخانية.

يتم تركيب القاذفة على بدن دبابة T-72A ذات محرك بقوّة 840 حصان. الـ TOS-1A مقترنة بعربة رافعة لإعادة الحشو، وهي مزودة برافعة وحاملة لإعادة تلقيم الصواريخ الأربعة والعشرون.

تمّ تصميم السولنتسيبيوك لمهاجمة المشاة والتحصينات (بما في ذلك الأقبية والمخابئ المدرعة بشكل خفيف في الأرض أو الجبال) والكهوف المؤمنة والدشم المعزولة أو الموجودة في مناطق مدينيّة، وغيرها من الأماكن المغلقة. يختلف هذا النظام عن أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة MLRS والتي تستخدم أنواعاً مختلفة من الذخائر: صواريخ عيار 220 ملم مع متفجرات حرارية أو وقود هوائي قابل للانفجار. لديها ذات القدرة التدميرية التي تملكها الأسلحة النووية. وتظهر عند استعمالها سحابة غازيّة من المواد الكيميائيّة في الهواء. ثم يقوم المفجر الفراغي بإطلاق صدمة عالية الضغط لها قوّة تدميريّة عالية. يتم امتصاص الهواء من المناطق المحصورة، لتؤدي إلى فراغ جزئي. سحابة تخترق المباني والكهوف والخنادق، والفراغ تمزق الرئتين. تخترق السحابة التي تشكلها الأبنية والكهوف والخنادق ويمزق الفراغ الرئتين.

يمكن لانفجار واحد أن يدمر عدّة كتل أبنية. وخليط من المقذوف يزن 3.2 كلغ قادر على إزالة أيّ شيء داخل مساحة ثمانين متراً مكعباً. يمكن لحمولة بطارية واحدة مؤلفة من خمس قاذفات TOS-1A أن تمحي منطقة بمساحة 40 ألف متر مربع إن تمّ إطلاقها ضمن المدى الأقصى. يمكن للسلاح أن يستخدم بشكل فعال لمهام تنظيف الألغام.

يمكن للقذيفة الأمريكية الثقيلة الهائلة GBU-43 المرمية من الجو، والمعروفة باسم «أمّ جميع القذائف»، والتي تعد أكبر قنبلة غير نووية رميت في حرب، أن تنتج ذات المفعول على مساحة أصغر. وتمتلك روسيا ضمن ترساتنتها كذلك القنبلة الحرارية ذات القوّة المعززة (ATBIP)، لكن لم يسبق أن استخدمتها في ميدان قتال من قبل.

المدى الأقصى لقاذفة الصواريخ هو 6 كلم، وهو يتجاوز أطول مدى للصواريخ المضادة للدبابات. المدى الوسطي هو 400 متر. ولا يستغرقها أكثر من 0.5 ثانية لإطلاق صاروخ واحد، أو لإطلاق صاروخين بشكل ترادفي. يمكن إطلاق كامل الحمولة المكونة من 24 صاروخ يزن كلّ منها تسعين كيلوغرام إمّا خلال 12 أو 6 ثواني.

تفتقد الكثير من الجيوش وجود مثل هذا السلاح في ترسانتها، لكنّ روسيا تقوم حالياً بتطوير جيل جديد من أنظمة قذف الصواريخ. ويتم العمل حالياً على قاذفة الصواريخ الثقيلة Tosochka والمعروفة باسم «TOS-2» ضمن برنامج التسلّح 2018-2025. سيتم إعداد النظام على هيكل ذو عجلات بحيث يكون فعالاً في المهمات في الصحراء. وقد يكون خياراً جذاباً للعمل في الشرق الأوسط. وهو فوق ذلك سلاح يسمح استخدامه وفقاً للقانون الدولي.

الفيديو التالي للقاذفة: https://www.youtube.com/watch?v=5ZDnyK_6Rsw

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني