المجد الأبدي للقائد فيديل كاسترو
ناصر خان ناصر خان

المجد الأبدي للقائد فيديل كاسترو

مضى عام كامل على وفاة الثوري الكوبي فيديل كاسترو، وكانت مناسبة حزينة بالنسبة لجميع الرفاق والأصدقاء الذين أبدوا تضامنهم مع شعب كوبا والثورة الكوبية على مدى عقود.

بذل الأمريكيون قصارى جهدهم، منذ انتصار الثورة الكوبية، لخنق هذه الثورة وقتل زعيمها. ودبروا حوالي 638 مخططاً لاغتياله، ونفذوا محاولات فعلية لتحقيق هذه الغاية. ولم تنجح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في ذلك، وكما نعلم توفي فيديل كاسترو وفاة طبيعية في سن متقدم من عمره.

لم يتمكن الحكام الأمريكيون من مواجهة حقيقة أن الثوريين الكوبيين الذين أطاحوا بالحليف الأمريكي الدكتاتور باتيستا، قد اختاروا طريق الاشتراكية. وكان ذلك جريمة لا تُغتفر من وجهة نظر واشنطن. وقاموا بتنظيم غزو على كوبا في عام 1961، للحفاظ على نفوذهم في منطقة البحر الكاريبي. ولكن فشل غزو خليج الخنازير المدعوم من الولايات المتحدة.

وضعت أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، العالم أمام خطر الحرب النووية، ولكن أبدت القيادة السوفيتية ضبط النفس من خلال سحب الصواريخ التي وُضعت في كوبا بهدف الدفاع عنها ضد العدوان العسكري الأمريكي. وأمكن بهذه الطريقة تفادي أزمة كبيرة كادت أن تؤدي إلى حرب عالمية.

بقيت الثورة الكوبية صامدة على أرضها على الرغم من كل سياسات التخريب الأمريكية المعادية. واستطاع فيديل كاسترو مواجهة كل التحديات ببطولة، وحشد شعبه لمواجهة الإمبريالية الأمريكية.

أدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى تغيير جذري في المشهد السياسي العالمي، وسبب تداعيات بعيدة المدى على الحركة الاشتراكية. وأصبحت كوبا وحيدة، واعتقد الكثيرون أن نهاية الاشتراكية في كوبا مسألة وقت. ولكن لم تتراجع قدرة الشعب الكوبي على الصمود في ظل القيادة الملهمة لفيديل كاسترو والحزب الشيوعي الكوبي.

كان شعار فيديل كاسترو دائماً " الاشتراكية أو الموت"، وهذا يعني عدم قبول حل وسط مع الجار، تلك القوة العظمى التي تريد فرض سيطرتها دون اعتراض من أحد.

وكان من العوامل المقلقة للحكومة الثورية الكوبية أن ترى الصين وفيتنام تسلكان مسار الرأسمالية، في حين أنهما تحتفظان باسم الاشتراكية.
لم يُضعف ذلك روح فيديل كاسترو، وظل مصمماً على قيادة النضال من أجل الاشتراكية وكوبا المستقلة. وألهم كاسترو ثوار أمريكا اللاتينية مثل هوغو تشافيز وغيرهم.

وسيواصل اسم وإرث كاسترو إلهام أجيال جديدة من العمال والناشطين الثوريين من أجل مستقبل اشتراكي.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني