دواعش الحل السياسي

دواعش الحل السياسي

كالعادة، وعشية كل جولة لجنيف، ومع أي احتمال بتقدم مسار الحل السياسي للأزمة السورية، أعلن متشددو «الائتلاف» مرة اخرى، النفير العام ضد حوامل الحل السياسي.

العناوين الأساسية لهذه الحملة الإعلامية، التي بدأت عشية اجتماعات المعارضة في الرياض، وجولة جنيف ومؤتمر الحوار الوطني، هي: الهجوم على روسيا، وعلى منصة موسكو، وحتى بعض العقلانيين في منصة الرياض. وبالرغم من أن الحملة، هي استمرار للمواقف السابقة لهؤلاء، إلا أن لها ما يميزها، عن الحملات السابقة.

أولاً: يكشف هذا الاستنفار غير المسبوق والتناغم بين الأخوة الأعداء، و حالة التوتر المفضوحة، والإرهاب الإعلامي تجاه المختلفين بالرأي، عن رعب هؤلاء من اقتراب استئناف العملية السياسية، الأمر الذي يعني طردهم من ساحة العمل السياسي، وإلى المكان الذي يليق بهم، فالمهمة الراهنة لفريق الحرب، كما يبدو، هي افتعال معارك جديدة، واختلاق ذرائع، بعد أن بات خيار الحل السياسي واستئناف المفاوضات المباشرة محل توافق دولي وإقليمي، رسمياً على الأقل.

ثانياً: تجاهر هذه الجوقة، وبدون أي حياء، أو مواربة بوعود بعض القوى في الإدارة الامريكية، وتحديداً بعض أعضاء الكونغرس، وبما يخالف حتى الرأي الرسمي الأمريكي المعلن في البيان الرئاسي المشترك، بين بوتين وترامب، وهو ما يعني أن مشغلي هؤلاء هم أشد القوى رجعية في دوائر صنع القرار الأمريكي، وإذا كانت داعش وسواها من الجماعات الإرهابية، الأداة العسكرية الميدانية للتيار الفاشي، فإن هؤلاء، هم الأدوات الإعلامية - السياسية لهذا التيار، وعليه فأن المعركة ضد هؤلاء كما هو ظاهر، باتت جزءاً من معركة الحل السياسي، وإحدى ضروراتها..

ثالثاً: القاسم المشترك بين هؤلاء، هي التأويلات والتفسيرات المشوهة لكل من الموقف الروسي، وموقف منصة موسكو من القضايا موضوع الخلاف، فرغم أن منصة موسكو، أعلنت عشرات المرات، بأنها ترفض الشروط المسبقة من أي طرف كان، سواء من جماعة الإئتلاف، أو النظام، أي لا «البقاء، ولا الرحيل» كشرط مسبق، يصر هؤلاء الدجالين، على تفسير موقف المنصة بغير ذلك، ورغم أن روسيا أكدت وتؤكد بشكل يومي، بأن مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده، ليس بديلاً عن جنيف، يصر هؤلاء الكذابين على القول بأن روسيا تحاول إيجاد بدائل عن جنيف، من خلال «سوتشي أو حميميم»، لابل باتوا يتباكون على القرار 2254، والزعم بأن روسيا تحاول الالتفاف عليه، من خلال هذه المؤتمرات، رغم تأكيد الطرف الروسي باستمرار، بأن المرجع الأساسي للتفاوض هو هذا القرار.

 

 

آخر تعديل على الإثنين, 20 تشرين2/نوفمبر 2017 16:17