ماذا أهدى الغرب لبوتين في عيد ميلاده؟

ماذا أهدى الغرب لبوتين في عيد ميلاده؟

 يلفت ميخائيل زوبوف في "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى أن كلمتي "روسيا" و"بوتين" أصبحتا مترادفتين لدى السياسيين ووسائل الإعلام في الغرب.

كتب زوبوف:
أعد خبراء مؤسسة الدراسات الاجتماعية الروسية غير الربحية بمشاركة محللين سياسيين من معاهد ومؤسسات أخرى دراسة علمية تحت عنوان "الرئاسة والزعامة" بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لميلاد الرئيس فلاديمير بوتين، التي تصادف يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ويكرَّس الجزء الأكبر من الدراسة لكيفية تغير موقف الغرب من بوتين، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل بحسب التصورات الغربية.
وقد كان الغرب خلال الفترة الرئاسية الأولى، وعلى الرغم من سؤال "من هو مستر بوتين"، يتعامل معه على أنه "شخص جيد"، وتلميذ جاد لكلينتون والديمقراطية الغربية. ولكنه بعد خطابه في ميونيخ، وبعد قضية خودوركوفسكي (رجل الأعمال الملياردير الروسي ميخائيل خودوركوفسكي، الذي سجن عام 2003 بتهمة الاحتيال الضريبي، وأفرج عنه في عام 2013 – المترجم) تحول في نظرهم إلى "شخص سيئ". وبعد "ربيع القرم" أصبح بنظرهم محورا للشر. ولكن، إذا كانت وسائل الإعلام تنشر في الفترة بين عامي 2005 -2014 رسوما كاريكاتورية لبوتين بما فيها المسيئة جدا، فإنها في السنوات الأخيرة تنشر صوره الشخصية الحقيقية. وإن أكثر ما تسمح به لنفسها هو كولاج صوره، مثل بوتين والدمى، أو رقعة الشطرنج، أو مرآة متصدعة.
يقول المدير التنفيذي لمركز التحليلات السياسية فياتشيسلاف دانيلوف إن هذه الوضعية تشير إلى الرعب والاحترام في آن معا. وأكثر من هذا، ينضج في الغرب الطلب على "بوتينهم". فالولايات المتحدة منذ نحو عشر سنوات تفتقر إلى رئيس قوي، وفي الاتحاد الأوروبي لم يبق سوى ميركل، التي هي الأخرى مقيدة من جانب بروكسل. أما المواطنون فيرغبون برؤية زعيم مستقل وذي كاريزما يدافع عن المصالح الوطنية، دون التفات إلى النصائح الأجنبية، ويدافع عن القيم التقليدية. وبالمناسبة، فإن بوتين هو الوحيد بين قادة العالم الذي يفهم الديمقراطية بمعناها الأولي - سلطة الغالبية وليس غالبية الأقلية الحاكمة.

أما المدير العام لمركز التحليلات السياسية بافل دانيلين، فأشار إلى أن كلمتي "روسيا" و"بوتين" أصبحتا مترادفتين في الصحافة الغربية. فمنذ بداية فترة ولايته الثالثة، ظهر مصطلح "روسيا البوتينية". ولكن اسم الرئيس بوتين يحل في الفترة الأخيرة محل كلمة "روسيا". فمثلا "بوتين والغرب - الصراع من أجل أوكرانيا". لأنه بحسب مفهوم الأمريكيين والأوروبيين تتطابق مصالح روسيا الجيوسياسية ورغبات بوتين. أي يعدُّون شخصيته مرادفة لروسيا.
وتتضمن الدراسة معطيات مهمة عن استطلاعات الرأي التي أجراها علماء الاجتماع في الولايات المتحدة وبلدان أخرى. وبالطبع، فإن معظم الأمريكيين يعدُّون بوتين عدوا، بيد أن 85 في المئة منهم يتمنون في الوقت نفسه أن يكون لديهم رئيس قوي مثله. كما أن 37 في المئة من ناخبي الحزب الجمهوري يتخذون موقفا إيجابيا من بوتين ويعللون السبب بقولهم إنه "هو الزعيم الوحيد لدولة كبيرة الذي يتميز باستقلالية مطلقة".
وقد بينت نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته مؤخرا Rew Research Global في عدة بلدان. وكان السؤال المطروح هو: "بمن تثقون، بترامب أم ببوتين؟"، أن الغالبية إلى جانب بوتين، وخاصة في اليونان وإيطاليا وألمانيا وتركيا والمكسيك والأرجنتين وتشيلي والبرازيل وكوريا الجنوبية. في حين أن الجواب كان لمصلحة ترامب فقط في بولندا وإسرائيل، وبعض الترجيح لمصلحة ترامب كان في الهند وأستراليا وكندا.

ويلخص غليب كوزنيتسوف الدراسة، ويقول إن الغرب لا يعترف بحق الشعوب في اختيار رئيس الدولة، حتى أن شعوب معظم دول أوروبا الغربية محرومة من ذلك. وروسيا هي إحدى الدول القليلة التي حققت استقلالية مطلقة في انتخاب رئيسها، وهذا ما يعترف به الغرب، ولكنه يفكر في كيفية تغيير هذا الوضع، مع أنه يدرك جيدا أن هذا غير ممكن في عهد بوتين.

ويضيف أنه خلافا للولايات المتحدة وأوروبا، فليست كلمتا "روسيا" و"بوتين" مرادفتين بالنسبة إلى مواطني روسيا، لأن لديهم حقا سياديا ليس فقط في اختيار بوتين، بل وفي انتخاب أي شخص آخر.

ترجمة وإعداد: كامل توما